المقالات
التنصُّر أو إبادة شعوب الهلاك تاريخ المقال: 2013-05-01 لقد بات مؤكد لديّ أن حركة العالم العربي أصبحت تتسم بالعشوائيات والتخبط السياسي في مواجهة حركة الغرب تجاه العالم الإسلامي . فقد غاب المنهاج العلمي الذي يمكن به مواجهة سيناريو الغرب المنظم والذي يهدف إلى إبادة شعوب العالم الإسلامي .. ومحو الإسلام من الوجود . وبهذا غاب العالم الإسلامي عن الوعي .. كما فقد رسالته في الحياة .. كما لم يعد يدري أين موقعه من الوجود ..!!
المزيد
نهاية التاريخ بين النموذج الغربي .. والنموذج القرآني تاريخ المقال: 2003-10-01 عقب نشر مقال " رسالة إلى الدكتور طارق السويدان .. حول معنى المؤامرة .. ومعنى الثقافة العربية " .. أثار بعض القراء تساؤلات عن معنى : ما المقصود بنهاية التاريخ في هذه المقالة .. وهل هو يوم القيامة ..؟! وما يسبقه من علامات صغرى وعلامات كبرى .. بما في ذلك ظهور المسيخ الدجال .. ونزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان .. لكي يقتل المسيخ الدجال .. ويكسر الصليب .. ويقيم شعائر الدين الإسلامي ..؟!
المزيد
قضية الشرك بـ " الله " من سقطات : بعض الصوفية .. والرهبنة المسيحية تاريخ المقال: 2012-09-01 يقول الفيلسوف الصوفي محي الدين ابن عربي .. عقد الخلائق في الإله عقائدا وأنا اعتقدت جميع ما عقدوه وهكذا ماعت الحدود بين الديانات المختلفة في فكر ابن عربي .. وزالت الفوارق بين الأديان .. وفتحت القلوب لكل المعتقدات .. وأضحت كل الأديان صحيحة ..!! وأصبح لا معنى لكلمة " الشرك " بـ " الله " ( سبحانه و تعالى ) .. وأصبح الدين : هو الدين المؤسس على الاعتقاد الواحد الجامع لمختلف المعتقدات .. وضاعت الغايات من الخلق .. واختفى معنى التوحيد .. من منظور هذا الصوفي الجاهل ..!!
المزيد
الإعلام العربي مناهج غسيل المخ .. وتغييب وخداع الشعوب العربية وصورة الإنسان العربي ـ المسلم ـ من المنظور الغربي تاريخ المقال: 2012-07-01 بعد أن اكتفى إعلامنا الديني بالوعظ فقط .. وقام بتغييب فكر أفضل الجهاد ( كلمة حق عند سلطان جائر ) لمواجهة الكوارث الحالة بالوطن العربي .. أعرض ـ في هذه الدراسة ـ لإعلامنا العربي السياسي .. لبيان عدم جدواه أيضا .. وتغييبه للحقائق هو الآخر ..!!
المزيد
ورسالة إلى الدكتور طارق السويدان حول فكر المؤامرة .. وفكر الثقافة العربية تاريخ المقال: 2012-05-03 أولا : حول فكر المؤامرة .. عقب قيام الدكتور طارق السويدان بإذاعة حلقة كاملة في قناة الرسالة الفضائية ( في برنامجه : الوسطية / في يونيو 2007 ) ناقش فيها مع ضيوفه ومشاهديه فكر المؤامرة .. تعجبت أشد العجب لأن يقصر المناقشة على عرض المنظور الإسلامي ـ فقط ـ لفكر المؤامرة .. دون التعرض ـ على الإطلاق ـ لموقف العالمين المسيحي واليهودي من العالم الإسلامي من هذا الفكر .. وما يجري ـ في الوقت الحاضر ـ من إبادة علنية مخططة ومنظمة للعالم الإسلامي المغيب ـ عقليا ـ بفعل الإعلام العربي ..!!
المزيد

تفاصيل المقال

  • المنهاج العلمي في القرآن المجيد القانون الفيزيائي والمُسَلَّمَة العلمية بين الصياغة البشرية والصياغة الإلهية
    2012-03-01

     

    <div>&nbsp;يتناول هذا البحث عرض " المنهاج العلمي المعاصر " كما يجيء به القرآن المجيد ، وهو المنهاج الذي يمثل جوهر فكر " التحول في النموذج الديني " الذي سبق الحديث عنه في مقالات سابقة . ويبين هذا البحث أن مصدر المعرفة والتطور الحضاري للإنسان هي إلهام إلهي يقذف به الحق ( الله سبحانه و تعالى ) في الفكر البشري .. لحكمة الغايات من الخلق . &nbsp;والمعروف أن نهاية التاريخ ليس في " الديموقراطية الليبرالية الغربية " &nbsp;كما يقول بهذا محدودي الفكر من الكُتّاب أمثال " فرانسيس فوكوياما " [1] .. بل أن نهاية التاريخ هو وصول البشرية إلى المعرفة الحقة لله ( سبحانه و تعالى ) وكذا إدراك الغايات والحكمة من خلقها ، كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى (42) </div><div>( القرآن المجيد : النجم {53} : 42 )</div><div>وهو الهدف الأساسي من كل كتاباتي السابقة ( أنظر مقالة : " نهاية التاريخ : بين النموذج الغربي والنموذج القرآني " ) . ويعرض هذا البحث للتطور التاريخي لتعريف المُسَلّمَات العلمية والقانون الفيزيائي منذ بداية الحضارة الإنسانية متمثلة في هندسة إقليدس .. وحتى الحضارة المعاصرة متمثلة في النظريات الفيزيائية الكبرى ( النسبية الخاصة / النسبية العامة / ميكانيكا الكم / المجال الكمي .. على آخره ) ، وكيف تطورت هذه المُسَلّمَات من حيز الإدراك المباشر للحواس .. إلى حيث انتهت إلى حيز الغيب والبعد عن الحواس المباشرة .. وأصبح العبرة فيما تؤدي إليه هذه المُسَلّمَات ـ وما يتبعها من قوانين فيزيائية ـ من نتائج قابلة للملاحظة والقياس المباشر والتحقيق . ويرجع أهمية هذا العرض &nbsp;إلى تمكيننا من إدراك التماثل بين ما جاء به القرآن المجيد من مُسَلّمَات قابلة للقياس والتحقيق وبين ما انتهت إليه البشرية من مفهوم للعلم المعاصر .&nbsp;</div><div>كما يعرض البحث للإحكام الشديد للصياغة القرآنية للقوانين الفيزيائية ، وبين ما يمكن صياغته لنفس القوانين باستخدام المنطق والفكر البشري . والمعروف أن الإنسان لا يمكنه صياغة أي قانون فيزيائي ( أو حتى غير فيزيائي ) إلا بعد معرفة كمية تراكمية هائلة من المعلومات الناتجة عن الملاحظات والتجارب والقياسات المعملية حتى يمكنه صياغة القانون في شكله النهائي ( المنهج الإستقرائي ) .. وهو ما لم يحققه الإنسان إلا في العصر الحديث .. أي بعد نزول القرآن المجيد بأكثر من خمسة عشر قرنا ..!!! &nbsp;وبديهي ؛ عرضنا سوف يشمل طيف عريض من الآيات القرآنية الكريمة وليس آية بعينها .</div><div><u>•<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>الله ـ سبحانه وتعالى ـ مصدر المعرفة والعلم الإنساني ..</u></div><div>حتى لا يخطيء الظن لأول وهلة من عنوان هذا البحث ـ .. بين الصياغة البشرية والصياغة الإلهية ـ والذي قد يوحي باستقلالية الفكر الإنساني عن الإحاطة والقدرة الإلهية ، لابد لي من الإشارة أولا إلى أن علم الإنسان مصدره الله ( سبحانه و تعالى ) ، كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) </div><div>( القرآن المجيد : العلق {96} : 5 )</div><div>وعلم الإنسان يشمل " الحشد .. والمنطق " ، أي حشد الأسماء ، والمنطق الإنساني ( وهو عبارة عن العلاقات الترابطية بين مفردات الحشد ) وكلاهما مستقل عن الآخر . فعن " حشد الأسماء " يقول المولى (  ) ..</div><div> وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا .. (31) &nbsp;</div><div>( القرآن المجيد : البقرة {2} : 31 )</div><div>و " آدم " في هذا النص الكريم يشمل " آدم وذريته " ، أو البشرية بصفة عامة . &nbsp;ومن هذا النص الكريم نرى أن العملية التعليمية تتم بالإلهام الإلهى ( أو بالفطرة [2] ) . و " الأسماء كلها " في هـذا النص الكريم تعني " الحشد أي حشد الأسماء " على النحو السابق ذكره .</div><div>أما المنطق الإنساني .. والذي يمثل العلاقات الترابطية والبيانية بين مفردات الحشد ـ ومصدره الله ( سبحانه و تعالى ) أيضا ـ فيأتي &nbsp;فى قوله تعالى :</div><div> خَلَقَ الإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ البَيَانَ (4) </div><div>( القرآن المجيد : الرحمن {55} : 3 - 4 )&nbsp;</div><div>وهكذا ؛ يمثل النص القرآنى الأول " حشد الأسماء " ، بينما النص القرآنى الثانى يمثل " المنطق الإنسانى " .. وكلاهما مصدره الله ( سبحانه و تعالى ) . ويخضع علم الإنسان ومعرفته لحدود محددة أو مقررة سلفا وبما هو مسموح به فقط من الله ( سبحانه و تعالى ) ، كما جاء في قوله تعالى ..&nbsp;</div><div> .. وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء .. (255) </div><div>( القرآن المجيد : البقرة {2} : 255 )</div><div>ويبين لنا المولى ( سبحانه و تعالى ) بأنه " هو " مصدر علم الإنسان على طول تقدمه الحضاري .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) </div><div>( القرآن المجيد : الشعراء {26} : 132 )</div><div>أي أن عملية التعليم والتطور الحضاري للإنسان هي عملية مستمرة ومصدرها الله ( سبحانه و تعالى ) أيضا .</div><div>ويخبرنا المولى ( عز و جل ) بلانهائية العلم .. كما يأتي هذا في قوله تعالى ..</div><div> .. وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) </div><div>( القرآن المجيد : يوسف {12} : 76 )</div><div>وتفسير ذلك سهل .. لأن كل عليم هو ذو علم &nbsp;، وبالتالي فوقه عليم آخر .. وهكذا بغير نهاية [ تماما كما يتم تعريف لانهائية الأعداد بأنها : " يوجد دائما عدد أكبر من أي عدد كبير يمكن ذكره " ] . وعلى الرغم من لانهائية العلم .. إلا أنه علم محدود .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) </div><div>( القرآن المجيد : الإسراء {17} : 85 )</div><div>وهنا نصل إلى معنى المتسلسلات الرياضية التقاربية .. أي على الرغم من وجود الزيادة المضطردة في العلم إلا أن القيمة النهائية لعلم الإنسان هي قيمة محدودة ولا يمكن أن تتجاوز قيمة معينة وقليلة .. ويمكن توضيح هذا المعنى بالشكل الرياضي رقم 1 ..</div><div style="text-align: center;">&nbsp; &nbsp; &nbsp;<img width="468" height="351" alt="1.JPG" src="/images/1.JPG" border="0"></div><div>وحتى القليل من العلم لن يدركـه الإنسان حتى في نهاية حضاراته .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div>&nbsp;.. حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) </div><div>( القرآن المجيد : يونس {10} : 24 )</div><div>[ التفسير : زخرفها وازينت : بهجتها من جميع صور وألوان النبات والجماد وألوان التقدم التكنولوجي / آتاها أمرنا : آتاها قضاؤنا / حصيدا : أي اجتثاث كل صور الزخرف والزينة كما لو أنها نبات حصده المنجل / كأن لم تغن بالأمس : كما لم تكن موجودة بالأمس ، ويعني هذا اختفاء كل صور الزخرف والزينة السابقة قبل قضاء الله ]</div><div>فكما نرى أن الإنسان سوف يظن أنه أدرك نهاية العلم .. ولكنه يعلم يقينا بأنه لم ولن يدرك هذه النهاية ..!!! &nbsp;ويبقى قبل أغادر هذه الفقرة .. أذكّر بقوله تعالى ..</div><div> هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) </div><div>( القرآن المجيد : الحديد {57} : 3 )</div><div>وهنا يختفي الإنسان بعلمه .. ويختفي الوجود بمفرداته .. ولا يبقى سوى الله سبحانه تعالى .. ويصبح هو المعلم عنكم سواكم .. ويبقى عِلم من لا يزال كما لم يزل .. ولكنها نظرة لا يدركها إلا الخواص ..</div><div>وبعد هذا التقديم يمكننا أن نقوم بتعريف المنهاج العلمي والرياضي من خلال الفكر المعاصر حتى يمكننا استكمال شرح معنى التحول في النموذج الديني عنوان الكتاب .</div><div><u>•<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>المسلمة العلمية (Scientific Postulate) &nbsp;والبديهية (Axiom) ..</u></div><div>في الواقع ؛ سوف يجد المتتبع للحضارة العلمية ، التي أسسها الإنسان على مدار التاريخ ، أنها مبنية جميعها على فكر المسلمات العلمية والبديهيات . ولهذا سوف نبدأ المدخل العلمي لهذا البحث بتعريف " المُسلَّمة الرياضية أو العلمية " وهو الفكر العلمي السائد في جميع النظريات العلمية الحديثة والمعاصرة .. ونبدأ بتعريف " المُسلَّمة العلمية " بأنها :</div><div><u>[ منطوق علمي أو عبارة علمية يتم قبولها كقضية &nbsp;مُسَلَّم بها بدون برهان وتستخدم كأساس لبناء النظرية عليها . ويتم التأكد من صحة هذه العبارة إما بالتحقيق العملي بالقياس المباشر لمعنى هذه العبارة .. أو بالنتائج المترتبة عليها أو المستنتجة منها .. فإن صدقت النتائج صدقت العبارة العلمية أو المسلمة وبالتالي النظرية المؤسسة عليها .. وإن بطلت النتائج بطلت العبارة العلمية أو المسلمة وبالتالي بطلت النظرية المؤسسة عليها . ] [3]&nbsp;</u></div><div>وفي خلال الفترة من سنة 1600 إلى سنة 1800 حاول علماء الرياضة بيان أن " المسلمة العلمية " هي مكافئة إلى نتائج تعتبر ظاهرة بذاتها ( Self-evident ) ولا تحتاج إلى برهان أي مثلها في هذا مثل " البديهية : Axiom " . ولكن مع تطور العلوم أصبحت المسلمة العلمية أبعد ما يمكن على أن تكون ظاهرة بذاتها . وليس هذا فحسب ؛ بل أصبحت ـ كما سنرى ـ أبعد ما يمكن عن الحواس البشرية المباشرة أيضا .. وسنسير مع التاريخ لنرى إلى أي مدى تطور مفهوم المسلمة العلمية .</div><div><u>•مسلمات هندسة إقليدس ( الهندسة المستوية ) ..</u></div><div>ولتوضيح المعاني السابقة ؛ سوف نعرض هنا أبسط البديهيات التي بدأ بها الإنسان حضارته ومنهاجـه الرياضي وأول مدخله إلى العلم المنظم .. ألا وهي بديهيات إقليدس الخمس . فهندسة إقليدس [4] والتي تمثل أسس علم " الهندسة المستوية " في العالم منذ أكثر من ألفي سنة وحتى الآن .. تقوم على " خمس بديهيات : Five common notions " و" خمس مسلمات أساسية : Five basic postulates " . وتأتي الصياغة الحديثة للبديهيات الخمس على النحو التالي :</div><div>1.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>الأشياء المساوية لشيء واحد متساوية فيما بينها .</div><div>2.<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>إذا أضيف كميات متساوية إلى أخرى متساوية تكون النتائج متساوية .</div><div>3.<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>إذا طرحت مقادير متساوية من أخرى متساوية تكون النتائج متساوية .</div><div>4.<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>الأشياء المتطابقة متساوية .</div><div>5.<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>الكل أكبر من الجزء .</div><div>أما الـ " خمس مسلمات الأساسية : Five basic postulates " تأتي على النحو التالي :</div><div>1.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين .</div><div>2.<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>يمكن مد الخط المستقيم من طرفيه إلى غير نهاية .</div><div>3.<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>يمكن رسم الدائرة إذا علم مركزها ونصف قطرها .</div><div>4.<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>جميع الزوايا القوائم متساوية .</div><div>5.<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>إذا قطع مستقيمان بمستقيم ثالث بحيث يكون مجموع الزاويتين الداخلتين الواقعتين على جهة واحدة من القاطع أقل من قائمتين [5] ، فإن المستقيمين يتلاقيان في تلك الجهة من القاطع إذا مدا إلى غير نهاية ( أنظر شكل رقم 2 ) .</div><div>وكما نرى ؛ فإن جميعها عبارات ظاهرة بذاتها .. فيما عدا المسلمة الخامسة والتي يلزم لبيانها الرسم &nbsp;البسيط المبين في شكل رقم 2 .</div><div>وتقول الموسوعات العلمية لقد كان اختيار المسلمة الخامسة لإقليدس بصفة خاصة أعظم ما أنتجه إقليدس . وعلى الرغم من بساطة هذه المسلمة وقابليتها للتحقيق ـ كما هو واضح من الرسم ـ إلا أنها تعتبر من أعقد الأمور على المتخصصين .. بل ويعتبر إقامة البرهان عليها بشكل مباشر من درب المستحيلات . فإقامة البرهان عليها ـ في الواقع ـ يأتي من قياس النتائج المترتبة عليها .. وقد صدقت هذه القياسات .. كما في الشكل السابق وبالتالي فقد ثبت صحة هذه المسلمة .</div><div style="text-align: center;">&nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;<img width="357" height="192" alt="2.JPG" src="/images/2.JPG" border="0">&nbsp; &nbsp;&nbsp;</div><div style="text-align: center;"><p align="center" class="MsoNormal" style="line-height: 18pt; " dir="RTL"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 12pt; font-family: 'Arabic Transparent'; "><u>شكل 2 : الرسم الهندسي البسيط الذي يبين معنى المسلمة الخامسة لإقليدس</u></span></b></p></div><div>&nbsp;وقد تبدو المسلمة الخامسة من الرسم السابق من البساطة بمكان .. ولكن برهانها الرياضي يكاد ينعدم أو يكون مستحيلا . ويعلق جورج سارتون في كتابه " تاريخ العلم " على هذه المسلمة بقوله : " قد يقول الشخص متوسط الذكاء ، إن هذه المسلمة ظاهرة بذاتها ولا تحتاج إلى برهان .. ولكن الرياضي يدرك فورا الحاجة إلى برهان ، ويحاول أن يعطيه . ويحتاج الأمر إلى عبقري خارق للعادة لإيجاد هذا البرهان &nbsp;.. ولكنه مستحيل .. "</div><div>وعلى مدى أكثر من ألفي عام حاول كبار علماء الرياضة في الشرق والغرب ، ومنهم بالطبع علماء الحضارة العربية الإسلامية ( ناصر الدين 1201 ـ 1274 ) ، أن يبرهنوا على صحة هذه المسلمة ، وكان الإغريق أول من قام بهذه المحاولات .. ولكنهم باءوا جميعا بالفشل ..!!!</div><div>وقد وضع بعض علماء الرياضة العديد من البدائل للمسلمة الخامسة . وقد فكر بعض العباقرة في أن يتخلصوا منها على أساس أنها غير ضرورية ، ونجحوا في ذلك ، ولكن على حساب إدخال مسلمات أخرى تعادل المسلمة الخامسة .. ومن تلك البدائل المسلمات التالية :</div><div><u>•إذا قطع مستقيم أحد مستقيمين متوازيين فإنه يقطع الآخر .</u></div><div><u>•من أي نقطة معلومة لا يمكن رسم إلا مستقيم واحد يوازي مستقيما معلوما .</u></div><div><u>•مجموع زوايا المثلث الثلاث الداخلية يساوي قائمتين ( 180 درجة ) .</u></div><div>وهكذا كانت المسلمة الخامسة لإقليدس هي المعضلة الكبرى لقطاع عريض من علماء الرياضيات . وقام بوليا [6] &nbsp;أحد علماء الرياضة بالبرهنة على عدم ضرورة المسلمة الخامسة وبعث ببرهانه هذا إلى صديقه كارل ف . جاوس . ولكن سرعان ما اكتشف جاوس وجود خطأ في برهان بوليا .. حيث تأكد بوليا ـ فيما بعد ـ من صحة ما ذهب إليه جاوس . وقد كان والد بوليا رياضيا هو الآخر .. ومهتما بالمسلمة الخامسة لإقليدس .. وأطلع ابنه على محاولاته الخاصة لحل هذه المسلمة الخامسة .. وإنه انشغل بحلها لسنوات عديدة .. ولم يصل إلى حل . وقد حذر الوالد ابنه من السير في هذا الطريق الوعر ..!! &nbsp;وقال لابنه : إنك لو سرت في هذا الطريق الوعر مثل أبيك ، فلن تجد غير الشقاء والتعاسة ، فهذه المسلمة سوف تفسد عليك حياتك وتسممها كما سممت حياة أبيك ..!!!</div><div>وهكذا ؛ كان هذا العرض ضروريا لبيان أن المسلمة الرياضية أو العلمية قد تتأكد صحتها من واقع القياسات المباشرة .. ولكن قد لا يقوم عليها البرهان الرياضي بشكل ما أو بآخر .&nbsp;</div><div><u>•مسلمات النظرية النسبية الخاصة ..</u></div><div>ويتحرك موكب الحضارة البشرية مع تقدم الزمن .. وتزداد المسلمات العلمية تعقيدا بحيث أصبحت صياغتها العادية غير واضحة بذاتها كما حاول الرياضيين القول بهذا من قبل . وليس هذا فحسب .. بل وقد تتناقض صياغتها مع أبسط إدراك لحواسنا العادية ..!!! &nbsp;ونعرج الآن ؛ على مسلمات : " النظرية النسبية الخاصة : The Special Theory of Relativity " لبيان هذه المعاني .. وهي واحدة من أشهر النظريات الفيزيائية المعاصرة .. حيث تقوم هذه النظرية على " مُسلَّمتين " أساسيتين يمكن صياغتهما على النحو التالي :</div><div>المسلمة الأولى وتقول بأن : " سرعة الضوء في الفراغ لها نفس القيمة الثابتة بالنسبة إلى كل الأنظمة القصورية المتحركة بحركة منتظمة في خط مستقيم ، كما وإن هذه السرعة مستقلة عن حركة مصدر الضوء أو المستقبل ( أي الفرد الملاحظ ) " .</div><div>المسلمة الثانية وتقول بأن : " جميع قوانين الفيزياء أو المعادلات الرياضية الدالة عليها لها نفس الصورة بالنسبة إلى جميع الأنظمة القصورية المتحركة بالنسبة إلى بعضها البعض بحركة منتظمة وفي خط مستقيم " .</div><div style="text-align: center;"><img width="382" height="192" alt="3.JPG" src="/images/3.JPG" border="0"><br></div><div>والرؤية المبدئية للمسلمة الأولى لمبدأ النظرية النسبية الخاصة تبدو غير معقولة بالمرة ..!! فعلى سبيل المثال ؛ إذا فرضنا وجود عربة متحركة بسرعة " ع " ، كمـا في شكل رقم 3 ، وأطلق راكبا منها شعاع ضوئي بسرعة " ض " .. فعلى حسب قوانين جمع السرعات المعروف في الميكانيكا الكلاسيكية .. فالمتوقع لمراقب عند نقطة "X " أن يرى سرعة شعاع الضوء المنطلق نحوه هي ( ض + ع ) .</div><div>ولكن هذه المسلمة تقول بأن شعاع الضوء يتحرك بسرعة لا علاقة لها بسرعة المصدر أو المستقبل ، وبالتالي فإن سرعة الضوء المنطلقة نحو المراقب ( X ) سوف تكون ( ض ) فقط وليس ( ض + ع ) [7] . وليس هذا فحسب ؛ بل أن المسلمة تقول .. حتى إذا كانت سرعة العربة المتحركة هي سرعة الضوء نفسه .. فإن المراقب عند ( X ) سوف يجد أن سرعة الضوء التي تصله من العربة هي ( ض ) فقط .. وليس ( 2ض ) كما هو متوقع بما تمليه علينا حواسنا العادية ..!!! &nbsp;وهي نتيجة في غاية من الغرابة وتتناقض تماما مع إدراكنا العام ( &nbsp;common sense ) وبذلك كان على الإنسان إعادة النظر في قانون جمع السرعات الوارد في الميكانيكا الكلاسيكية .</div><div>&nbsp;وفعلا تم اكتشاف القانون الجديد الخـاص بجمع السرعات في حالة أخـذ مبدأ النسبية الخاصة في الاعتبار وهو كما يظهر في تذييل رقم 7 السابق .</div><div>ومن أشهر نتائج " النظرية النسبية الخاصة " قانون أو مبدأ تكافؤ المادة والطاقة الذي يقول بأن : " الطاقة المتركزة في مادة ما = كتلة هذه المادة × مربع سرعة الضوء " . وهي المعادلة التي فسرت ظواهر طبيعية كثيرة منها الطاقة المتولدة في باطن النجوم .. وكذا الطاقة المتولدة من التفاعل النووي في القنابل الذرية والهيدروجينية . وهكذا ثبت صحة النتائج المترتبة على المسلمات الخاصة بالنظرية النسبية الخاصة بالقياسات المعملية .. وبالتالي ثبت صحة هذه المسلمات .. على الرغم من عدم وضوح معناها بشكل مباشر .. وربما تناقضها كذلك مع إدراكنا وحواسنا العادية .</div><div><u>•المسلمة الخاصة بالنظرية النسبية العامة ..</u></div><div>فإذا انتقلنا إلى " النظرية النسبية العامة : The General Theory of Relativity " &nbsp;وهي نظرية ليست تعميم للنظرية النسبية الخاصة كما يبدو من اسمها .. ولكنها في الواقع هي نظرية عن الجاذبية العامة .. وتقوم على أساس " مُسلَّمة علمية " واحدة .. تعرف باسم " مبدأ التكافؤ " [8] . ويمكن صياغتها في الصورة البسيطة التالية :</div><div>" أي نظام إسناد يتم تحريكه بتسارع ما ( أي بعجلة ) بالنسبة إلى أي نظام قصوري يكافئ تماما نظام إسناد ساكن وموضوع في مجال جذبي له نفس العجلة التي تم تسريع النظام الأول بها ".</div><div>كما يمكن ـ أيضا ـ صياغة هذه المسلمة في الصورة التالية ..</div><div><u>[ لا توجد تجربة محلية يمكن إجراؤها للتمييز بين نظام إسناد يسقط سقوطا حرا في مجال جذبي .. وبين نظام يتحرك في الفضاء بحركة منتظمة في خط مستقيم في غياب المجال الجذبي ] .</u></div><div>وهذه هي المسلمة الوحيدة للنظرية النسبية العامة .. وهي أحد النظريات الأساسية في الفيزياء المعاصرة . هذا وقد جرى جدل كثير حول اعتبار هذا المسلمة مبدأ ( Principle ) أو مسلمـة ( Postulate ) .. ولكن ما يعنينا أنه قد ثبت صحة النتائج المترتبة على هذه المسلمة بثلاث ظواهر كونية أو طبيعية مستقلة أمكن قياسها .. وتأتي هذه الظواهر كالتالي ..</div><div><u><b>&nbsp;الظاهرة الأولى</b></u> : هي انحناء شعاع الضوء عند مروره في المجال الجذبي بجوار الكتل الهائلة مثل كتلة الشمس .</div><div style="text-align: center;"><img width="357" height="270" alt="4.JPG" src="/images/4.JPG" border="0"><br></div><div>&nbsp;وقد تم قياس انحناء الشعاع الضوئي الصادر عن النجوم عند مروره بجوار الشمس في وقت خسوفها الكلي .. ووجد أن قيمته تتراوح بين ( 1.57 إلى 1.82 ± 0.2 ) ثانية قوسية . وعلى الرغم من صغر هذه القيمة إلا أنه أمكن قياسها باستخدام التكنولوجيات الحديثة .. &nbsp;وهي قيمة قريبة جدا من القيمة التي تنبأت بها النظرية النسبية العامة وهي ( 1.75 ) ثانية قوسية [9] .</div><div><b><u>الظاهرة الثانية</u></b> : هي تحرك نقطة سمت الرأس في مدار الكوكب عطارد &nbsp;( the perihelion of the planet Mercury ) حول الشمس . بمعنى أن أقرب نقطة في مسار الكوكب عطارد حول الشمس وجد أنها تتقدم بمقدار ( 42.99 ) ثانية قوسية كل مائة عام أي أن مدار كوكب عطارد ( المدار نفسه ) يدور حول الشمس كما في الشكل رقم 5 المبين مرة كل حوالي &nbsp;ثلاثة ملايين سنة ( 2.993 × 10 6 ) .</div><div><br></div><div style="text-align: center;"><img width="482" height="268" alt="5.JPG" src="/images/5.JPG" border="0"></div><div><br></div><div><b><u>الظاهرة الثالثة</u></b> : فهي إبطاء الزمن ( أو الساعات ) في وجود المجال الجذبي . وقد تم التأكد من هذه الظاهرة عند تبادل الإشارات الكهرومغناطيسية مع المركبات الفضائية التي تقع في الجانب البعيد من الشمس .. وعند مرور هذه الإشارات بجوار الشمس .</div><div>وهكذا صدقت القياسات الخاصة بالنتائج الثلاث المترتبة ـ أو المستنتجة ـ من هذه المسلمة الخاصة بالنظرية النسبية العامة وبالتالي تم البرهنة على صدق هذه المسلمة .</div><div><b><u>•مسلمات ميكانيكا الكم ..</u></b></div><div>ويتوالى تحرك الموكب الحضاري للإنسان وتزداد المسلمات تعقيدا .. وتأتي ميكانيكا الكم أو نظرية الكم ( &nbsp;Quantum Mechanics, also Quantum theory ) &nbsp; وهي الفرع الأساسي من الفيزياء النظرية التي حلت محل كل من : الميكانيكا الكلاسيكية ، والنظرية الكهرومغناطيسية الكلاسيكية في وصف المستوى الذري ودون الذري في الذرة [10] ، وهي الآلة الرياضية التي تستخدم في التنبؤ بسلوك الجسيمات الأولية في داخل الذرة ونواتها .</div><div>وقد وضع أساس ميكانيكا الكم العالم الألماني ماكس بلانك ( 1858 - 1947 ) الذي افترض المسلمة الأولى في هذا العلم عام 1900 والتي تبين أن : " الطاقة يمكن أن تشعها المادة أو تمتصها في حزم صغيرة منفصلة من الطاقة سماها كمات : Quanta " . ثم أضاف بعد ذلك العالم الألماني فيرنر هيزنبرج ( 1901 - 1976 ) إلى هذه النظرية مبدأ الشك (Uncertainty Principle &nbsp;) عام 1927 ، والذي ينص على أن مكان الجسيم وكمية حركته ـ على المستوى الذري ـ لا يمكن تحديدهما بدقة في وقت واحد .&nbsp;</div><div>وتموج ميكانيكا الكم أو نظرية الكم بمسلمات علمية في غاية من التجريد .. إلى حد اعتبار " معادلة شرودنجر الموجية " ـ والتي تعتبر أساس ميكانيكا الكم والتي تصف خواص الجسيمات الموجية في داخل الذرة ـ مسلمة لا يقام عليها البرهان إلا بصحة القياسات ( الطيفية ) الخاصة بالنتائج المترتبة أو المستنتجة من هذه المعادلة الأساسية . وعلى الرغم من أن كثير من العلماء حاولوا إعطاء برهان رياضي لها .. إلا أنها جميعا لا ترقي لمستوى البرهان الكامل والصحيح . وتقوم أساسيات ميكانيكا الكم والتي تصف الخواص الموجية للإلكترون داخل نواة الهيدروجين على خمس مسلمات أساسية .. أكتفي بذكر اثنين منها للعلم فقط . وليس المطلوب من القارئ العادي أو حتى القارئ المتخصص .. الوقوف طويلا أمام هذه المسلمات .. حيث يتم ذكرها لتكاملية الموضوع فحسب .. هذا من جانب .. وبيان إلى أي مدى وصل التجريد في صياغة المسلمات في العلوم المعاصرة من جانب آخر .. وإلى أي حد بعدت هذه الصياغة عن الحواس والإدراك المباشر كما كان يريد ذلك علماء القرن الثامن عشر والتاسع عشر عند تعريفهم لمعنى المسلمة العلمية .</div><div><u>ونأتي إلى المسلمة الأولى في ميكانيكا الكم والتي يمكن صياغتها على النحو التالي ..</u></div><div>" الدالة الموجية ـ ويرمز لها بالرمز إبساي ( ψ ) ـ والخاصة بنظام يتكون من جسيمين هي دالة للمتغيرات س1 ، ص1 ، ع1 وكذلك س2 ، ص2 ، ع2 &nbsp;والزمن &nbsp;ن " &nbsp;.</div><div>حيث س1 ، ص1 ، ع1 ( و ) س2 ، ص2 ، ع2 &nbsp;هي الإحداثيات الكارتيزية للجسيمين .&nbsp;</div><div><u>والمسلمة الثانية يمكن صياغتها على النحو التالي ..</u></div><div>" يمكن الحصول على الدالة الموجية إبساي ( ψ ) لأي نظام من المعادلات الكلاسيكية الخاصة بالطاقة الكلية للنظام ، باستبدال المتغيرات الديناميكية بعمليـات مناظرة عاديـة وعمليـات تفاضلية أخرى معينة على النحو المبين في التذييل رقم [11] &nbsp;"</div><div>وكما نرى هي مسلمات في غاية من التجريد وتبعد كثيرا عن الحواس المباشرة .. وربما يستعصي فهمها على الكثير باستثناء الفئة القليلة من التخصص الدقيق . وأيا كان بعد هذه المسلمات عن الحواس المباشرة وعدم وضوحها بذاتها إلا أنها تؤدي ـ في النهاية ـ إلى نتائج يمكن قياسها معمليـا ( مثل أطياف الذرات وكتل الجسيمات الأولية ) والتحقق من صحتها وبالتالي نستطيع الحكم على صحة هذه المسلمات وبالتالي صحة النظريات المبنية عليها .</div><div>وننتهي مما سبق إلى أن " المُسَلّمات العلمية " في العلوم الحديثة والفيزياء المعاصرة بعدت بشكل واضح عن الحواس المباشرة .. ولكنها تلعب الدور الأساسي في صياغة النظريات العلمية الكبرى . والتسليم بصحة وصدق المسلمة مرهون دائما ـ بل ومرتبط ـ بصحة النتائج المترتبة عليها أو التي تؤدي إليها المسلمة .. فإن صدقت النتائج والقياسات صدقت المسلمة وصدقت النظريات المبنية عليه .. وإن بطلت النتائج والقياسات بطلت المسلمة وبطلت النظريات المبنية عليها .</div><div>&nbsp;ومن هذا المنظور تصبح الفيزياء المعاصرة تخضع لدرب من التخمين المنظم ( أو بمعنى أدق الإلهام الإلهي ) .. وهو ما يعنى أننا نتوقع شكل القانون الذي يصف الظاهرة ثم نفترض صورته .. وهو ما يعني الدخول بالفكر إلى حيز الغيب . ثم نختبر النتائج المترتبة على فرض هذا القانون أو الفكر .. فإن صدقت صدق القانون أو فرضنا ، وإن بطلت النتائج بطل ( أو &nbsp;ظهر خطأ ) القانون أو فرضنا ..!!!</div><div><u><b>•النظرية العلمية ( Scientific Theory ) ..</b></u></div><div>&nbsp;ويبقى ـ الآن ـ تعريف النظرية العلمية .. فعلى الرغم من صعوبة تعريفها إلى حد ما إلا أننا يمكن عرضها ـ كما تأتي في الموسوعة البريطانية ـ على النحو التالي &nbsp;..</div><div>" النظرية العلمية هي بناء فكري من نتاج العقل البشري .. والحكم على نتائجها الفلسفية والجمالية وكذلك الملاحظات العملية الخاصة بها .. يعتمد فقط على النتائج التي يتم ملاحظتها عمليا .. وذلك أكثر من الاستدلال العقلي ( أو المنطقي ) للبرهنة على صحتها . أضف إلى ذلك أن النظريات لا يمكن اختبارها وقبولها على نفس الأسس التي يقبل بها القانون التجريبي . فبينما القانون التجريبي يعبر عن علاقة موحدة بين مجموعة مختارة وصغيرة من المتغيرات القابلة للملاحظة ، فإن النظرية العلمية لها نطاق فكري أعم وأشمل من هذا بكثير حيث تقوم النظرية بشرح تنويعة من القوانين المعروفة وكذا التنبؤ بقوانين أخرى لم تكتشف بعد . وقد تتميز النظرية (The Theory &nbsp;) عن القوانين التجريبية بمجموعة المسلمات ( أو مجموعة الفروض أو المقدمات المنطقية ) التي تحويها .. وكذا بعض النظريات الفرعية أو الرياضية ( Theorems ) التي يمكن استنتاجها منها " [12] .&nbsp;</div><div>ومن أمثلة النظريات العلمية : " النظرية النسبية الخاصة " .. وقد رأينا احتوائها على مسلمتين علميتين على النحو السابق عرضه .. و " ميكانيكا الكم " وتحوي خمس مسلمات الخمس .. وكذا " نظرية النشوء والارتقاء : The Evolution Theory " .. وهكذا ..</div><div><b><u>•المنهاج العلمي في القرآن المجيد / ولماذا اللغة العربية هي لغة القرآن المجيد ..</u></b></div><div>والآن ؛ بعد أن انتهينا من عرض مفاهيم المسَلّمات والبديهيات والنظريات العلمية ، &nbsp;دعنا ننتقل ـ الآن ـ إلى معنى المنهاج العلمي في القرآن المجيد والذي يعتمد على وجود الفروض والمسلمات العلمية والنظريات القابلة للبرهنة والتحقيق .</div><div>ودعنا نبدأ بمفهوم " المنهاج العلمي " من الناحية الأكاديمية ؛ حيث نجد أن " المنهاج العلمي " يعتمد ـ أولا ـ على منهج الاستقراء الذي يبدأ بالجزئيات لينتهي ( أو ليصل منها ) إلى القوانين العامة أو النظريات الكلية بما تحوي من فروض ومسلمات علمية تمثل الدعامة الأساسية للقانون العام أو النظرية على النحو السابق بيانه . وبعد أن ننتهي إلى القانون أو النظرية العامة نبدأ في استخدام " المنهج الاستنباطي أو المنهج الاستنتاجي " ـ بما في ذلك استخدام " المنطق الرياضي " ـ وهو عكس المنهج السابق . فالمنهج الاستنباطي هو المنهج الذي يبدأ بالكليات ( أي القانون أو النظرية العامة ) ويتم تطبيقها على الجزئيات بغرض تحقيق الآتي :</div><div>1.التثبت من صحة النظرية أو القانون الفيزيائي العام ، بتقديم البرهان الدال في صورة قياسات معملية وكونية مناسبة تؤكد صحة وصدق القانون الفيزيائي أو النظرية .</div><div>2.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>التنبؤ بالآفاق الجديدة ( أو الظواهر ) التي يمكن استخلاصها أو استنتاجها من القانون العام أو النظرية بعد التحقق من صحة القانون العام أو النظرية . وتصبح النبوءات العلمية لها صفة الصحة ـ هي الأخرى ـ طالما تم استخلاصها من قانون عام أو نظرية ثبت صحتها بالتجارب المعملية والقياسات الكونية المؤكدة .</div><div>وأذكر على سبيل المثال ؛ النظرية النسبية الخاصة والتي تعتمد في صياغتها على مسلمتين أساسيتين .. وبعد ذلك تم استنباط منها القوانين التالية : قانون تكافؤ المادة والطاقة ، وقانون تمدد الزمن في الأنظمة المتحركة ، وقانون زيادة الكتلة المتحركة .. وهكذا . وبالمثل باقي النظريات الكبرى المعاصرة على النحو السابق شرحه ..</div><div>والآن ؛ آن لنا نعرض موقف القرآن المجيد من هذا المنهاج العلمي .. حيث يجري ـ باختصار ـ على النحو التالي ..&nbsp;</div><div>1.<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>أولا : يبدأ القرآن المجيد من نهاية المنهج الاستقرائي ، حيث يقوم بعرض القانون الطبيعي العام دفعة واحدة بدون اللجوء إلى الأخذ بالجزئيات التي يمكن أن تؤدي إلى هذا القانون .</div><div>2.ثانيا : يضع المولى ( عز و جل ) القانون الطبيعي في حيز حواس الإنسان وخبرته ، بحيث يستطيع الإنسان ـ على مدار تطوره الحضاري ـ التحقق من صحة هذا القانون الطبيعي باستخدام المنهج الاستنباطي ، أي بإجراء التجارب وأخذ القياسات الدالة التي تؤكد صحة وصدق القانون العام . وبالتالي يتم إقامة البرهان أو الحجة على صحة وصدق القانون الطبيعي ، وبالتالي صحة وصدق القرآن المجيد .. وبالتالي صحة وصدق الدين الإسلامي .</div><div>3.ثالثا : من هذا المنظور تصبح القضايا الغيبية ( مثل : وجود الخالق المطلق سبحانه و تعالى ، و وجود الغايات من خلق الإنسان ، و وجود البعث والجزاء ، و وجود العوالم والأكوان الأخرى ، و وجود عالم الجن والملائكة .. وغيرها ) بمثابة النتائج ـ الصحيحة ـ المستخلصة من نظرية فائقة الدقة . &nbsp;أو من منظور آخر مغاير تصبح هذه القضايا الغيبية هي النبوءات العلمية الصادرة عن النظرية العلمية الكبرى ( القرآن المجيد ) والتي ثبت صحتها بالتحقيق والقياسات المعملية والكونية المباشرة ، وبالتالي تتأكد صحة وصدق القضايا الغيبية .</div><div>4.رابعا : من هذا المنظور يكون القرآن قد أقام البرهان على القضايا الغيبية بطريق غير مباشر . وبهذا نكون قد أقمنا البرهان على صحة الدين وصدقه ، بنفس الأسلوب المتبع في البرهنة على صدق وصحة النظريات العلمية الكبرى المعاصرة . أو بمعنى آخر أصبح " للقضية الدينية " البراهين الدالة والكافية على صحتها تحقيقا لقوله تعالى ..</div><div> يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) </div><div>( القرآن المجيد : النساء {4} : 174 )</div><div>وبديهي لا يمكن القول بالبرهان &nbsp; ..<u> قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ </u>..  &nbsp; مالم يتواجد المنطق الرياضي والتجرية والقياس المعملي ( على النحو السابق ذكره ) ، وهو ما يعني أن التحقق من صحة وصدق القرآن المجيد يمكن أن يتم بطريقة علمية بحتة وبشكل مباشر عن طريق التجربة الحسية في قياسات المعامل وكذا القياسات الكونية للمسلمات العلمية الذي يعرضها هذا الكتاب العظيم . وهو ما يعني وجود " المنهاج العلمي " في القرآن المجيد بأدق وأوسع معانيه [12] .&nbsp;وبديهي ؛ تصبح القضية الدينية ـ بهذا المعنى ـ قضية علمية ( أي قضية مطلقة ) محسومة لا لبس فيها ولا غموض . وبالتالي التحقق من صدق كل ما ورد في القرآن العظيم ( أي الدين الإسلامي ) من فكر ومنه التأكد من وجود غايات من خلق الإنسان وحتمية تحقيق الإنسان لهذه الغايات .. حتى يمكنه الفوز بالخلاص الأبدي المأمول .</div><div>وهكذا ؛ نجد أن التزاوج بين " الفكر الديني و الفكر العلمي والفيزيائي " ، يشكل حجر الزاوية ، أو حجر الأساس النمطي فى فكر القرآن المجيد فى البرهنة على صحة " القضية الدينية " مستخدما فى هذا " المنطق الرياضي " والقياسات المعملية والكونية .</div><div>ويموج القرآن المجيد بالقوانين الفيزيائية العامة والخاصة ، كما يموج بالظواهر الطبيعية والكونية ..!! &nbsp;فـ " القرآن المجيد " جاء بالنظريات العلمية الحديثة والمعاصرة منها :</div><div>" نظرية الانفجار العظيم : The Big Bang Theory " .. أو تمدد الكون . كما جاء القرآن المجيد بالنظرية الدارونية ( The Darwinism ) بمفهوم أعم وأشمل مما وصل إليه الإنسان .. ولن أخوض في تفاصيلها في هذا البحث .. بل أذكر فقط بعض الآيات الحاكمة منها ـ على سبيل المثال ـ ما جاء في قوله تعالى ..</div><div> قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) </div><div>( القرآن المجيد : العنكبوت {29} : 20 )</div><div>ومن هذه الآية الكريمة نرى لولا وجود الفرق أو الخلاف بين ما بدأ المولى ( عز و جل ) به الخلق وما نحن عليه الآن ما قال ..  .. فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ..  ، أما النشأة الآخرة فتعني النشأة في نهاية الزمان كما تعني النشأة فيما وراء الموت ، وهو ما سوف نتناوله في بحث آخر إن شاء الله تعالى . فإذا أضفنا إلى الآية الكريمة السابقة .. قوله تعالى ..&nbsp;</div><div> وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) </div><div>( القرآن المجيد : نوح {71} : 14 )</div><div>يصبح لا مجال للقول بأن القرآن العظيم لم يأت بالنشوء والارتقاء ، فكلمة " أطوارا " هي كلمة جامعة لا تشمل تطور الإنسان فحسب ، بل تشمل ـ أيضا ـ تطور الحضارة البشرية .</div><div>&nbsp;كما جاء القرآن المجيد ـ أيضا ـ بمراحل تكون وتطور الجنين فى داخل رحم الأم ، كما جاء في قوله تبارك وتعالى :&nbsp;</div><div> وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) </div><div>( القرآن المجيد : المؤمنون {23} : 12 - 14 )</div><div>[ من طين : من العناصر الأرضية &nbsp;/ &nbsp;قرار مكين : مكان الإستقرار المثبت بإحكام &nbsp;/ &nbsp;علقة : كلمة جامعة تعنى الصور المختلفة للزيجوت وتعلقه بجدار الرحم ]</div><div>ويقول الدكتور " كيث ل . مور : Kieth L. Moore " ، أستاذ ورئيس قسم التشريح بكلية الطب بجامعة تورونتو بكندا ، فى بحثه المقدم إلى " المؤتمر العالمى الأول للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة " [13] :&nbsp;</div><div>[ فى الوقت الذى أشار فيه القرآن الكريم إلى مراحل تطور الجنين ( القرن السابع الميلادي ) لم يكن أحد فى أوربا يعرف شيئا عن هذه المراحل ، واستمر هذا الوضع على هذا الحال حتى القرن العشرين ، حيث لم يصبح وصف مراحل الجنين جزءا من علم الأجنة إلا فى هذا القرن . وقد اقترح مور استخدام الألفاظ القرآنية ( النطفة ، العلقة ، .. إلى آخره ) فى وصف مراحل تطور الجنين . ]</div><div>&nbsp;ويضيف الدكتور " مارشال جونسون : Marshall Jonson " ، الأستاذ بجامعة جيفرسون بولاية فيلادلفيا الأمريكية فى بحثه المقدم إلى نفس المؤتمر المشار إليه ، إلى أن الألفاظ القرآنية هى أدق وأوفى المصطلحات التى تنسجم مع نمو الجنين فى الرحم ، وهى مصطلحات مثالية للاستخدام فى علم الأجنة الذى يعانى الباحثون الغربيون فيه مشكل عدم توافر المصطلحات ، الأمر الذى جعلهم يوصفون مراحل نمو الجنين بالأرقام . ويضيف قائلا : &nbsp;إن القرآن الكريم يسمى المكان الذى تستقر فيه النطفة فى الرحم بـ " القرار المكين " ، وهو ما يعنى مكان الاستقرار المثبت بإحكام ، وهو ما يشير إلى علاقة الرحم بجسم الأم . وقد تم فى السنوات الأخيرة اكتشاف كثير من التفاصيل فيما يتعلق بهذا الوصف الجامع " قرار مكين " . فالرحم يقع فى منتصف الجسم فى وسط تجويف الكلية ، وهو محاط بالعظام والعضلات والأربطة التى تجعله مثبتا فى موضعه بإحكام ، وهكذا نجد الوصف القرآنى للرحم بأنه قرار مكين هو وصف فى غاية من الدقة العلمية . وقال الدكتور " جوى سمبسون " : أن " النطفة " حين تتحول إلى علقة يصبح الجنين شبيها بدودة العلق التى تعيش فى مياه البرك ، كما أنه يعلق بجدار الرحم . وهو وصف دقيق للقرآن حيث لم يتمكن العلم الحديث من معرفة شكل العلقة إلا مؤخرا .</div><div style="text-align: center;"><img width="372" height="246" alt="6.JPG" src="/images/6.JPG" border="0"><br></div><div>&nbsp; &nbsp; &nbsp; أما " المضغة " فإن الجنين يكون خلالها مثل قطعة صغيرة من اللحم التى تم مضغها وتظهر عليها آثار الأسنان واضحة . ولاشك إن هذا إعجازا علميا باهرا للقرآن المجيد ، خاصة وأن حجم المضغة صغير جدا ودقيق للغاية ولم يكن المجهر قد اخترع فى زمن الرسول ( صلي الله علية و سلم ) بعد ، مما يبرهن أن القرآن الكريم من لدن عليم حكيم&nbsp;</div><div style="text-align: center;"><img width="458" height="263" alt="7.JPG" src="/images/7.JPG" border="0"><br></div><div>وفى محاضرة أخرى ألقاها الدكتور " جورينجر " عن الطورين الرابع والخامس لنمو الجنين ، أشار إلى صدق وإعجاز ما ورد فى القرآن الكريم من تحول المضغة إلى عظام . ويحدث هذا التحول فى الأسبوع السابع من الحمل . أما تكون اللحم والعضلات فإنه يتلو نمو العظام ، ويكون فى الأسبوع الثامن .</div><div>ثم نأتى لقوله تعالى :</div><div> ... يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)</div><div>( القرآن المجيد : الزمر {39} : 6 )</div><div><u>[ فأنى تصرفون : فكيف تنصرفون عن عبادة الله عز وجل وهو الخالق العظيم لكم ]</u></div><div>حيث يقول الدكتور " كيث ل . مور : Kieth L. Moore " أن هذه الظلمات الثلاث هى : جدار بطن الأم ، وجدار الرحم ، والغشاء الذى يحيط بالجنين .</div><div>ثم ننتقل إلى نقطة أخرى أكثر غرابة .. حيث يأتي القرآن المجيد بالهندسة الوراثية والاستنساخ كما تم اكتشافهم في وقتنا المعاصر .. كما جاء بنص مباشر في قوله تعالى ..</div><div> هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (29) </div><div>( القرآن المجيد : الجاثية {45} : 29 )</div><div>و " كتابنا " يعني الكتاب الجيني للإنسان . &nbsp;وأرجو أن يلاحظ القاريء نضارة النص القرآني في استخدام كلمة : " نستنسخ " وهي الكلمة الشائعة حديثا جدا في مجال الهندسة الوراثية والاستنساخ . وهنا يظهر منظور آخر للإعجاز القرآني غير النبوءات العلمية وهو : " ضبط مسار تطور الفكر الإنساني حتى ينطبق مع اللغة العربية ليتطابق مع النص القرآني " . ومن هذا المنظور ؛ نرى بوضوح سبب اختيار المولى (  ) للغة العربية في تنزيل القرآن المجيد ، لما تتميز به هذه اللغة من طيف عريض من المعاني للكلمة الواحدة ، والذي لا يتوفر في اللغات الأخرى . ونجد هذا المعنى في كثير من آيات القرآن المجيد . أذكر منها على سبيل المثال ما جاء في قوله تعالى ..</div><div> أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) </div><div>( القرآن المجيد : الشعراء {26} : 128 - 132 )</div><div>ونبدأ تفسير هذه الآيات الكريمة : بكلمة " ريع " وهي تعني جميع أنواع الفائدة والأرباح في النظم البنكية الحديثة ، وهي كلمة لم تكن معروفة عند العرب وقت تنزيل القرآن ـ في القرن السادس وبداية القرن السابع الميلادي ـ واختلفت الآئمة في تفسيرها فمنهم من قال " كل ما ارتفع عن الأرض " ومنهم من قال " الطريق " ( تفسير القرطبي ) . وذكـر كلمتي " آيَةً تَعْبَثُونَ " هي إشارة واضحة الدلالة للعبث بمخلوقات الله ( سبحانه وتعالى ) وهي أشارة ضمنية لبحوث الجينات الوراثية .</div><div>أما كلمة " مَصَانِعَ " فهي كلمة لم يفهم العرب معناها ـ وقت تنزيل القرآن ـ واختلفت الأئمة في تفسيرها أيضا ، فمنهم من قال إنها بروج مشيدة .. ومنهم من قال أنها حصون أو غيرها &nbsp;( تفسير الطبري ) . وفي قوله تعالى " لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ " هي إشارة واضحة الدلالة إلى البحوث المتعلقة بإطالة عمر الإنسان .</div><div>&nbsp;ونأتي إلى قوله تعالى " وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ " : هو وصف دقيق لموقف الولايات المتحدة الأمريكية وحروبها التي تشنها على الدول الإسلامية في الوقت الراهن ..!!! " فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ " : أي تجنبوا غضب الله (  ) وأجيبوا دعوة الداعي إلى الإيمان به وبالدين الإسلامي . أما قوله تعالى : " وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ " فهو يبين بوضوح بالغ أن مصدر المعرفة البشرية ـ على مدار التطور الحضاري للإنسان ـ هو الله سبحانه وتعالى .. حيث يتم ذلك من خلال الإلهام الإلهي .</div><div>وبديهي ؛ إن تدبر معنى تلك الآيات الكريمة السابقة تكفي لكل ذي عقل أن يسرع إلى الإيمان بالله وبالدين الإسلامي .. حتى لا يخسر وجوده ومصيره .. وحتى لا تفوته فرصة تحقيق الغايات من خلقه في هذه الحياة الدنيا ..&nbsp;</div><div>وأسوق مثال ثالث وأخير .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) </div><div>( القرآن المجيد : طه {20} : 105 )</div><div>وكلمة : " ينسفها " تعني يفتتها ويذريها كالرمال . والمعروف أن فعل " نسف " لم يفهم معناه بشكله الحديث إلا بعد اكتشاف الديناميت في القرن التاسع عشر ، إي بعد نزول القرآن بحوالي اثنى عشر قرنا من الزمان .</div><div>&nbsp;كما رأينا في هذه الفقرة ؛ لماذا كان الاختيار الإلهي للغة العربية .. لأنها أصلح اللغات للتعبير عن الحضارة البشرية منذ بدء تكوينها وحتى نهاية الزمان نظرا لما تتمتع به هذه اللغة من نضارة في المعاني إلى جانب المعاني العريضة لمفرداتها . وإذا كان المولى ( عز و جل ) قد عرّف لغة تنزيل القرآن بأنها اللغة العربية ، كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (7) </div><div>( القرآن المجيد : الشورى {42} : 7 )</div><div>فليس معنى هذا خصوصية رسالة الإسلام إلى العرب فقط ، كما يقول بهذا المغرضون ، بل هو رسالة للبشرية بكاملها .. لأن عبارة  .. لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ..  تعني مكة وجميع مدن ودول العالم أجمع . فمن المنطوق الرياضي : أي نقطة ( مكة ) على سطح الكرة ( الأرضية ) يمكن أن تكون المركز لدوائر متحدة المركز .. أي الدوائر الواقعة حول هذه النقطة .. والتي تشمل جميع النقط ـ أي المدن ـ على سطح الكرة ) . وعموما يأتي معنى عالمية الإسلام في أكثر من موقع في القرآن المجيد .. منها قوله تعالى ..</div><div> وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) </div><div>( القرآن المجيد : سبأ {34} : 28 )</div><div>الذي يبين ـ بوضوح لا لبس فيه ـ بأن رسالة الإسلام هي رسالة عالمية تشمل البشرية كافـة .&nbsp;</div><div>وليس هذا فحسب .. بل أن رسالة محمد ( صلي الله علية و سلم ) قد تعدت الوجود البشري لتشمل جميع الخلائق في صورة رحمة مهداه لهم لتعريفهم بهذا الخالق العظيم .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) </div><div>( القرآن المجيد : الأنبياء {21} : 107 )</div><div>فكلمة " الْعَالَمِينَ " .. هي كلمة تشمل الإنس والجن .. وجميع الخلائق في كوننا هذا والأكوان المتطابقة .. كما سنرى ذلك في بحث لاحق . وهكذا ؛ فاختيار لغة التنزيل لا يعني قصور الرسالة على أهل اللغة فحسب ، بل اختيار اللغة يتم بناءا على صلاحية اللغة للتعبير عن الحضارة البشرية على مدار تطورها من جانب ، وما تتمتع به هذه اللغة من نضارة في المعاني من جانب ثاني ، وإلى جانب المعاني العريضة لمفرداتها من جانب ثالث .&nbsp;</div><div>ونكتفي بهذا العرض السابق ..</div><div>والقرآن المجيد ـ كما رأينا وسنرى ـ يموج بالقوانين الفيزيائية العامة والخاصة ، كما يموج بالظواهر الطبيعية والكونية .. التي يمكن التثبت من صحتها بالقياسات المعملية والكونية المباشرة .. وبالتالي يمكن التثبت من صحة وصدق القرآن المجيد .. وبالتالي صحة وصدق الدين الإسلامي نفسه . ولا يصح ـ هنا ـ الاحتجاج بالقول بأن معنى المسلمة العلمية قد يتغير مع الوقت . لأنه حتى إذا ثبت خطأ مسلمة علمية ما .. فيمكن رفضها ولا تسريب على النص القرآني ذاته .. لأن القبـول والرفض مرتبط بمدى دقة فهم الإنسان للنص القرآني فحسب . وهنا يصبح الصحة والصواب مرتبط ببشرية الإنسان وفكره ولا علاقة للنص القرآني ـ و" معناه المطلق " ـ بخطأ الإنسان . وبديهي نحن نملك الآن من المسلمات العلمية اليقينية ( والتي لا عودة فيها ) &nbsp;ما يكفي ـ بل ويزيد ـ لبيان صحة وصدق القرآن العظيم .. وبالتالي صحة وصدق الدين الإسلامي بشكل قطعي .</div><div>إذن ؛ فالتزاوج بين " الفكر الديني و الفكر الفيزيائي " &nbsp;يشكل حجر الزاوية ، أو الأساس النمطي فى فكر القرآن المجيد فى البرهنة على صحة " القضية الدينية " مستخدما فى هذا " المنطق الرياضي " . &nbsp;</div><div>ويأتي تحقق الإنسان من النظريات والمسلمات العلمية ( أو القضايا الإخبارية الاختبارية ) الوارد ذكرها فى القرآن المجيد مع التقدم الحضاري للإنسان ، فى قوله تعالى :</div><div> إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأهُ بَعْدَ حِينٍ (88) </div><div>( القرآن المجيد : ص {38} : 87 - 88 )</div><div>أى أن إدراك معاني ( أو تأويل ) القرآن المجيد ، لن يتحقق إلا مع تقدم الحضارة البشرية .<u>.  &nbsp;وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأهُ بَعْدَ حِينٍ  ..</u> وهو ما يؤدى أيضا إلى فكر &nbsp;" البرهان الحركي أو البرهان الديناميكي The dynamic proof &nbsp;" &nbsp;فى القرآن المجيد .. والذي يمثل الإعجاز الخالد لهذه الظاهرة القرآنية .</div><div>&nbsp;ثم نأتي إلى التذبذب وعدم الاستقرار العلمي على شكل النظرية حتى يمكن صياغتها بشكل نهائي عندما يكتمل نضجها العلمي والتجريبي : &nbsp;نذكر من هذا النوع ـ على سبيل المثال ـ النظرية الذرية لـ &nbsp;" نيلز بوهر " ، والذي جاء الحكم عليها بعدم الدقة ، وذلك بعد صدورها بحوالي عشر سنوات ، وجاء الحكم عليها على النحو التالي على وجه التقريب :</div><div><u>&nbsp;" أن النظرية الذرية لبوهر تصلح لأطياف الهيدروجين والهليوم المتأين ، ولا بأس بها فى حالات الذرات الأحادية التكافؤ ، ولكنها لا تصلح مطلقا فى حالات الذرات عالية التكافؤ " .&nbsp;</u></div><div>ومن هذا المنظور يأتى قوله تعالى :</div><div> لِكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتـَقَرٌ وَسَوفَ تَعْلَمُونَ (67) </div><div>( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 67 )</div><div>وهو ما يعنى أن النبوءات العلمية ، سوف تأخذ الوقت الكافي حتى تستقر على شكلها النهائي .</div><div>وأخيرا أنوه بأنه لا تورط للعلماء في تأويل آيات القرآن المجيد ، لأن التأويل البشري لا يفرض معناه على النص القرآني ، لأن المعلوم ـ جزما ـ أننا نأوّل ( أو نفسر ) آيات القرآن العظيم بما نعلم ويتوقف هذا على مدى تقدمنا الحضاري ، فإن أخطأ التأويل فليس معنى هذا أن النص القرآني قد أخطأ ، بل فهمنا هو القاصر عن إدراك المعنى الحقيقي للنص القرآني وأنه هو الخطأ ، لكن ينبغي التأكيد على أنه لا ينبغي أن يتصدى لتأويل القرآن سوى الراسخون في العلم .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) </div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 7 )</div><div>وسواء كان " الراسخون في العلم " معطوف على اسم الله ( بمعنى إيجاب العلم لهم بتأويل المتشابه ) أو هم مستأنف ذكرهم بمعنى الخبر عنهم أنهم يقولون آمنا بالمتشابه ، وصدقنا أن علم ذلك لا يعلمه إلا الله تعالى ؟ &nbsp;فإن التأويل النهائي للنص القرآني لن يصل إليه الإنسان حتى نهاية الزمان .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (53) </div><div>( القرآن المجيد : الأعراف {7} : 53 )</div><div>والآية الكريمة تبين بوضوح أن التأويل النهائي لآيات القرآن المجيد لن يتحقق إلا بعد أن تتكشف لنا الحقيقة في الآخرة ، وبهذا المعنى لن يصل الإنسان إلى التأويل النهائي للنص القرآني ـ في الحياة الدنيا ـ مهما وصل من تقدم حضاري وحتى نهاية الزمان . وربما يكون هذا المعنى ضروريا حتى يظل عطاء القرآن الكريم باق على مر الأزمنة والعصور وعلى مدار التقدم الحضاري للإنسان . وبهذا المعنى ينبغي لنا السير قدما في التفكر في التأويل كما طلب منا المولى &nbsp;( عز و جل ) في قوله تعالى ..</div><div><br></div><div> إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) </div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 190 - 191 )</div><div>ولكن بشرط الرسوخ في العلم . وأكرر ؛ أن علينا التنبه إلى أن تأويلنا ـ للنص القرآني ـ لن يفرض معناه على الآيات الكريمة ، بل يظل القرآن شامخا ، ولكن فهمنا له ـ وبالتالي تأويلنا للآيات ـ هو الذي يتغير على مدار تقدمنا الحضاري .. وهذا هو جوهر الإعجاز في الفكر القرآني .. والذي يتلخص في نص لغوي ثابت .. يحوي وجود الإنسان وحضاراته حتى نهاية التاريخ .</div><div>وننتهي من هذا كله إلى أن إغفال المنهاج العلمي في القرآن المجيد .. إنما يعني نقل القضية الدينية برمتها من حيز القضايا العلمية الكلية ذات البراهين الراسخة ( أو الحيز المطلق ) .. إلى حيز القضايا النسبية .. أي إلى حيز التعددية والشرك . لأنه بهذا المعنى الأخير يفقد الدين البرهان على صحته . &nbsp;ومثل هذه المعاني الخطيرة .. تنقل الحجة إلى يد الإنسان .. التي يمكن أن يقيمها على الله يوم القيامة ـ وحاشا لله هذا ـ في أنه : قد كلف الإنسان بقضية لا يمكن القطع بصحتها .. وبديهي في هذا تناقض مع فكر الكمال الإلهي .. وحاشا لله هذا .. سبحانه وتعالى .. عما يصفون ..</div><div> قُلْ فَلِلَّهِ الحُجَّـةُ البَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أجْمَعِينَ (149) </div><div>( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 149 )</div><div>وصدق الله العظيم في قوله تعالى ..</div><div> سَنُريهِمْ آياتِنَا فِى الآفاقِ وَفى أنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أنَّهُ الحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ (53) </div><div>( القرآن المجيد : فصلت {41} : 53 )</div><div><u>[ والآفاق : تمثل التناهي العلمي والفكري للإنسان / كما وأن الحق : &nbsp;يشير فى أحد معانيه إلى القرآن المجيد ، كما يمكن إلى أن يشير إلى الله عز وجل .. كما يمكن أن تشير أيضا إلى الدين الإسلامي ]</u></div><div>ونص الآية الكريمة كما نرى .. لا يحتمل التأويل بغير معنى واحد هو : أن المولى (  ) قد ربط صحة القرآن المجيد بما ورد فيه من علم .. وبهذا أصبح ما ورد في القرآن المجيد من علم هو آية صدق هذا الكتاب .. والبرهان القاطع على أنه الحق . وبالتالي يصبح القول بأن : ربط القرآن المجيد بالعلم يفرغ القرآن المجيد من محتواه ..!!! هو قول خاطيء بشكل فاحش ..!!!</div><div>وهكذا ننتهي من هذه العجالة إلى أن المنهاج العلمي في الدين الإسلامي هو أساس الوجود والغايات من الخلق حتى تصبح " القضية الدينية " قضية مطلقة ذات براهين رياضية وفيزيائية راسخة . ففصل الدين عن العلم لا يعني سوى أن يصبح الدين مجرد " قضية اعتقاديه " لا برهان لها .. وهو ما يعني فصل الوجود عن معناه .. وهدم معنى الغايات من خلق الإنسان وضياع الإنسان في خضم هائل من الوثنيات الفكرية .. لكي يهيم الإنسان ـ بعد ذلك ـ في العدمية المطلقة .</div><div><b><u>•النظريات والمسلمات العلمية بين الصياغة البشرية والصياغة الإلهية</u></b></div><div>في هذه الفقرة سوف نعرض ـ في أضيق الحدود ـ لبعض المسلمات والنظريات العلمية المعاصرة التي انتهت إليها الحضارة البشرية .. لنرى مدى الإحكام الإلهي في هذه الصياغة .. تحقيقا لقوله تعالى ..</div><div> الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1) </div><div>( القرآن المجيد : هود {11} : 1 )</div><div>ثم نعرض للفرق بين الصياغة البشرية والصياغة الإلهية لنرى الفرق بين صياغة القدرة وصياغة التخويل أي صياغة الإنسان المخول له القيام بنفس العمل . ونبدأ هذه الفقرة بعرض معنى " قانون الجذب العام " .. وحركة الأنظمة النجمية المزدوجة والمتعددة ( ومنها الأنظمة الشمسية ) .. لبيان المعنى العام لهذه الفقرة . ونأتي إلى الصياغة الإلهية لهذا القانون .. ثم نعيد صياغته بالمفهوم البشري المعتاد . ومن هذه النظريات ما جاء في قوله تعالى ..</div><div> أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) </div><div>( القرآن المجيد : الفرقان {25} : 45 - 46 )</div><div>فهذه هي نوع من الصياغة الإلهية للقانون الطبيعي .. والتي يمكن أن ينتهي منها المرء ( أي من هذه الصياغة ) إلى المعاني التالية &nbsp;.</div><div>1.تؤدي ظاهرة " ثبات الظل " في المجاميع الشمسية إلى وجود قانون الجذب العام .. بمعنى أن هذه الظاهرة تقود مباشرة إلى استنتاج قانون الجذب العام ( لنيوتن ) بمعناه الشامل .</div><div>2.تبين هذه الظاهرة حركة ( الكوكب ) أو الأرض المغزلية حول محورها .</div><div>3.تبين هذه الظاهرة حركة ( الكوكب ) أو الأرض &nbsp;المدارية والظاهرية حول الشمس .</div><div>4.تبين هذه الظاهرة ( ثبات الظل ) أن الحركة الدائرية للأرض والشمس ( أو الكوكب والنجم ) تتم حول مركز الجذب المشترك بينهما .</div><div>5.بينما تبين ظاهرة ( قبض الظل ) تأرجح محور ( الكوكب ) أو الأرض حول مستوى حركتها مع النجم أو الشمس .. والذي ينتج عنه حدوث الفصول الأربعة .</div><div>ونتائج هذه الصياغة القرآنية المحكمة لم يتمكن الإنسان من كتابتها إلا بعد أن تم فهمنا للنص القرآني من جانب .. وفهمنا للظواهر الكونية الذي أمدنا به التقدم العلمي من جانب آخر &nbsp;.&nbsp;</div><div>ويمكن صياغة هذا القانون على نحو ـ بشري ـ آخر كالتالي :</div><div><u>[ تؤدي ظاهرة سكون الظل في الأنظمة الشمسية إلى وجود قانون الجذب العام الذي يربط حركة الأجرام ( أو الكتل المختلفة ) حول مركز الجذب المشترك . كما تؤدي ظاهرة قبض الظل إلى تأرجح حركة ـ أو محور ـ الأرض على مستوى دوران الكوكب حول مركز الجذب المشترك ]</u></div><div>وسنأتي على شرح تفاصيل معاني الآيات الكريمة السابقة ـ وغيرها ـ وكذا منطوقها المناظر في أبحاث تالية إن شاء الله ( أنظر كذلك مرجع الكاتب : التحول في النموذج الديني ) .</div><div>ونأتي إلى قانون آخر خاص بحركة الأرض حول الشمس في المجموعة الشمسية ( على غرار قوانين كبلر الثلاثة ) كما يأتي في قوله تعالى ..</div><div> لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) </div><div>( القرآن المجيد : يس {36} : 40 )</div><div>ويمكن إعادة صياغة هذه الآية الكريمة في صورة القانون الفيزيائي التالي :</div><div><u>[ في الأنظمة النجمية الثنائية ، مثل دوران الأرض والشمس حول مركز جذب مشترك ، فإن سرعة ( أو حركة ) أي نقطة على سطح الأرض في الجهة المظلمة أكبر من سرعة ( أو حركة ) أي نقطة على سطح الأرض موجودة على الجهة المضيئة منها ..]</u></div><div>وبديهي ؛ مثل هذه الصياغة كان لا يمكن الوصول إلى فهم معناها على هذا النحو إلا بعد تقدمنا العلمي والتكنولوجي المعاصر . وهكذا ؛ تبقى الصياغة الإلهية تنتظر التقدم الحضاري للإنسان حتى يمكن إدراك وفهم معناها على نحو كلي .</div><div>ثم نأتي إلى قوله تعالى ..</div><div> وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) </div><div>&nbsp;( القرآن المجيد : الذاريات {51} : 47 )</div><div>[ بأيد : بالقدرة الإلهية &nbsp;/ &nbsp;وإنا لموسعون : أي جعلناه يتمدد على نحو مستمر ، اي بعجلة تزايدية ]</div><div>وكما نرى من النص الكريم أن الله ( سبحانه و تعالى ) قد خلق الكون وجعله يتمدد على نحو مستمر . ومثل هذه الصياغة تقود مباشرة &nbsp;إلى " نظرية الانفجار العظيم : The Big Bang Theory " &nbsp;والتي سوف نعرض لها بتفصيل في بحوث أخرى إن شاء الله .</div><div>ويعترض الملحدون على تفسير هذه الآية الكريمة ويقولون : ما هو موقف القرآن إذا ما توقف الكون عن التمدد وأخذ في الانكماش تحت تأثير قوى الجاذبية العامة ( وهو ما يعرف بنظرية الكون المغلق ) ، ففي هذه الحالة سوف يرى المعاصرون أن الكون ينكمش ولا يتمدد وبالتالي سوف يقع القرآن في التناقض الذاتي ..!!!</div><div>&nbsp;والرد على هذا أقول : لقد ثبت ـ حديثا جدا ـ من خلال القياسات الكونية ( سنة 1990م ) أن الكون يتمدد بعجلة تزايدية ، على الرغم من فرضية وجود " المادة المظلمة :The Dark matter &nbsp;" [14] &nbsp;في الكون ، وهو ما يعني وجود قوة أو مجال آخر ـ غير معروف ـ أكبر من قوى الجذب العام .. أو ما يعرف باسم : " الطاقة المظلمة : The Dark Energy " [15] التي تؤثر على الكون وتجعله يتمدد بعجلة تزايدية ، وبالتالي لا تجعله عـرضة للانكماش مرة أخرى ( وهو ما يعرف بنظرية الكون المفتوح ) ، ومثل هذا الاكتشاف يؤيد وجود الفعل الإلهي ( في صورة مجال جديد ) الذي يسبب تمدد الكون المستمر إلى أن يتبدد في الخواء التام أو في المجهول فيما وراء " أفق الحدث : Event horizon " &nbsp;، وهو ما يجعل تفسير الآية الكريمة السابقة .. ينطبق تمام الانطباق على القياسات الكونية الحالية .</div><div>بل وسأذهب إلى ما هو أبعد من هذا .. بالسؤال التالي : هل كان يمكن استنتاج أن الكون يتمدد بعجلة تزايدية .. بدون الحاجة لانتظار القياسات الكونية التي أثبتت ذلك ..؟!!! والإجابة على هذا السؤال هو : نعم .. كان يمكن استنتاج ذلك ..!!! &nbsp;لأن نظرية " الكون المغلق " تؤدي إلى ما يعرف باسم فكر:</div><div>( العود الأبدي [16] : Eternal return, also known as : "eternal recurrence" )</div><div>وهو الفكر الذي يقود مباشرة إلى الاستغناء عن وجود الله ( سبحانه و تعالى ) لاستمرار نشأة وفناء الكون على نحو متكرر وبشكل أبدي .. وهذا يتناقض مع الفكر القرآني .. والذي يستلزم وجود الموجد الأول .. أي الله سبحانه وتعالى .. فلا سبيل ـ إذن ـ من فرض حتمية تمدد الكون بعجلة تزايدية لبيان الفعل الإلهي المستمر وحتى لا يكون ـ هذا الفعل ـ مستترا ..</div><div>وهكذا ؛ تقدم الموسوعة القرآنية الكثير من النظريات : في العلوم الطبيعية ، والعلوم الكونية .. وليس هذا فحسب .. بل تقدم النظريات الأساسية في : علم الاجتماع ، وعلم النفس ، والاقتصاد ، والقانون الدولي . في المواريث ، وفي حقوق الإنسان . في المعاملات وفي الأخلاق ، وفي العبادات إلى آخره من العلوم الإنسانية . كما صاغ هذا الكتاب العظيم ـ القرآن المجيد ـ أيضا النظريات العلمية الأساسية في تطور الخلق ( نظرية النشوء والارتقاء ) وكذا تطور الجنين ( على النحو السابق ذكره ) .. كما صاغ النظريات الأساسية في طبيعيات الأرض وظواهرها .. في الجيولوجيا .. في الكونيات .. إلى آخره من العلوم العلمية والتطبيقية .. تحقيقا لقوله تعالى ..</div><div> .. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (38) </div><div>( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 38 )</div><div>وكما جاء في قوله تعالى ..</div><div> .. مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ .. (38) </div><div>( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 38 )</div><div>ولا مساحة في هذا الكتاب العظيم ( أي القرآن المجيد ) للخطأ .. تحقيقا لقوله تعالى ..</div><div> .. وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42) </div><div>( القرآن المجيد : فصلت {41} : 41 - 42 )</div><div><u>[ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه &nbsp;: أي لا يحتمل الخطأ من قبل ومن بعد ، وليس قبله أو بعده كتاب يكذبه ]&nbsp;</u></div><div> إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) </div><div>( القرآن المجيد : النجم {53} : 4 - 5 )</div><div>&nbsp;ومن أهم مظاهر الإعجاز القرآني أن النظرة إلى الدين قد تغيرت من بعد مجيء الإسلام .. من فكر الخرافة والأسطورة ( كما في جميع الديانات الموجودة على الساحة البشرية ومنها الديانتين اليهودية والمسيحية ) إلى فكر القضايا العلمية الحديثة والمعاصرة .. كما قام الدين الإسلامي بنقل " القضية الدينية " من حيز الوهم ( الإله من خلق الإنسان وليس الإنسان من خلق الإله ) ومن حيز الاعتقاد ( بدون برهان ) إلى حيز : " القضايا العلمية الكلية " ذات البراهين العلمية الراسخة ـ وهو وما يعرف باسم " التحول في النموذج الديني : Paradigm shift in Religion " ـ وبهذا أصبح الدين : " قضية مطلقة " .. وليس : " قضية نسبية " .. ويتبع في هذا المنهاج العلمي الحديث في أشمل وأعم معانيه في البرهنة على صدق هذه المعاني على النحو الذي بيناه في هذا البحث ..</div><div><b><u>•معنى المعجزة الخالدة ..</u></b></div><div>مما سبق ؛ يمكننا تعريف " معنى المعجزة الخالدة للقرآن المجيد " بأنها :</div><div><u>&nbsp;" تحرك معنى النص القرآني مع تحرك التقدم الفكري للإنسان على طول تقدمه الحضاري على الرغم من ثبات الصياغة اللفظية لهذا النص " . أو باختصار : " تحرك معنى النص على الرغم من ثبات صياغته " .</u></div><div>وهو التعريف الذي يستلزم الرؤية الإلهية الجامعة للوجود وبدون إغفال التفاصيل .. تحقيقا لقوله تعالى ..</div><div> إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)</div><div>( القرآن المجيد : طه {20} : 98 )</div><div>وبهذا المعنى لا يقف معنى النص القرآني عند مناسبة التنزيل فحسب .. بل يتحرك معنى النص وينصرف إلى ما يمكن أن يحققه الإنسان من علم وتقدم على طول حضاراته المحتملة . &nbsp;والأمثلة القرآنية الدالة على هذا كثيرة .. وهي أكثر من أن تحصى .. ونضرب على ذلك المثال التالي فقط .. ففي قوله تعالى ..</div><div> أفَمَنْ أسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ الله وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِى نَارِ جَهَنَّمَ والله لاَ يَهْدِى القَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِى بَنُوا رِيبَةً فِى قُلُوبُهُمْ إلاّ أنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ (110)</div><div>( القرآن المجيد : التوبة {9} : 109 - 110 )</div><div>[ آيتين يكفي تدبر معناهما إلى اعتناق الإسلام دينا وفكرا &nbsp;.. سبحان الله .. ]</div><div>والآن ؛ نجد أن معنى النص بمناسبة التنزيل جاء في المسجد ( أي البنيان ) الذي حرض فيه ابن عامر الراهب المنافقين لبنائه بالمدينة لتكون العصبية لجاهلية موضوعها التفاخر بالمساجد ولعمل الفرقة والانقسام بين الجماعة الإسلامية . ولكن النص لا يقف عند هذا المعنى فحسب .. بل له معنى أزليّ آخر .. مرتبط بمعنى كلمة " البنيان " .. التي يمكن أن تفسر بأنها أى " نظام فكرى أو فلسفي أو اجتماعي " يقول به أو يدّع به الإنسان أو الفلاسفة على أي نحو أو آخر . ولهذا جاءت الكلمة الكلية : " البنيان " لتصف المعنى في الحالتين .. وهذا هو أحد صور الإعجاز في القرآن المجيد ، ولهذا قال رسول الله ( سبحانه و تعالى) عن معجزته الخالدة :</div><div>[ ..بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ .. ] [17]</div><div>( وفي رواية أخرى ) &nbsp;</div><div>[ .. أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ .. ] [18]&nbsp;</div><div>وكما قال عن القرآن المجيد [ 19] :</div><div>[ .. لَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ ( لا يبلى ) عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ .. ] [19]</div><div>وربما كانت هذه العجالة كافية للرد على العالمانيين الذين يحاولون قصر معاني القرآن العظيم على مناسبات التنزيل ( القرن السابع الميلادي ) فحسب ، واعتبار أن القرآن العظيم هو مشروع عبادة فحسب .</div><div><u><b>•<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>السند الخاطيء للمسيحيين ( والملاحدة واللادينيين ) في الهجوم على التفسير العلمي لآيات القرآن المجيد ..</b></u></div><div>أولا : في إطار الهجوم على الدين الإسلامي يقوم العالم المسيحي ( والملاحدة واللادينيون ) بمحاولة قصر العلم في الفكر القرآني على " علم الفقه " فقط وليس العلم بوجه عام حيث نجدهم يقولون :</div><div><u>[ .. لقد فات أصحاب نظرية الأعجاز العلمي في القرآن أن العلم المنسوب للقران والمرخص به شرعا هو علم الفقه أو التفقه في الدين والمحصور في القران والسنة كما جاء في الحديث الصحيح ـ من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين . متفق عليه ـ وليس العلم بمعناه العلمي والواسع كما يزعم المنتمون للامة الأمية ]</u></div><div>وكما نرى فهم يحاولون إخراج المنهاج العلمي من القرآن العظيم .. كم يطلقون علينا الأمة الأمية ..!! &nbsp;وأغفلوا أن التفقه في الدين يستلزم بلوغ ذروة العلم لكي يمكن إدراك معنى تأويل آيات القرآن العظيم .. كما جاء في قوله تعالى ..</div><div> .. فَمَا لِهَـؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (7) </div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 7 )</div><div>وكما جاء في قوله تعالى .. حول معنى تأويل الآيات حتمية الرسوخ في العلم ..</div><div> .. وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7) </div><div>( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 7 )</div><div>&nbsp;ثانيا : عادة ما تستند المسيحية ( والملاحدة وللادينيون ) إلى الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير والحديث والسيرة &nbsp;. والمقصود بالإسرائيليات هو ما كتبه اليهود ووضعه أعداء الإسلام من اليهود والمجوس والنصارى من قصص وروايات ـ في كتب التفسير والسيرة والحديث ـ التي تقدح في عصمة النبي (  ) وتظهر الإسلام بمظهر الدين الساذج الذي يشتمل على الخرافات والأساطير [20] .&nbsp;</div><div>ولابد لي أن أنوه حتى بفرض ثبوت حديث ما للرسول ـ وهذا لن يحدث ـ يحوي فكرا غريبا .. فإن قول الحق تبارك وتعالى ..</div><div> .. يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (53) </div><div>( القرآن المجيد : الأعراف {7} : 53 )</div><div>ينفي بأن يكون الرسول الكريم ( صلي الله علية و سلم ) &nbsp;قد قال بنهاية التأويل حتى يظل عطاء القرآن مستمرا على طول التاريخ وتطور الحضارة البشرية .. فنهايـة التأويل ـ كما نرى من النص الكريم السابق ـ مرتبط بانتهاء وجود الإنسان من على سطح الأرض ..</div><div>&nbsp;ثالثا : نادرا ما يتم الإشارة إلى آيات القرآن الكريم ، وإذا استخدامت الآيات .. فهي تستخدم إما مبتورة عن سياقها المتصل حتى تبتعد عن معناها الحقيقي .. أو يتم تفسيرها بطريقة تنم عن جهل وعدم فهم واضح لمعنى الآيات ..&nbsp;</div><div>رابعا : دراسة فكر الفرق المنحرفة عن الإسلام على أنها تعبر عن الفكر الإسلامي الصحيح .</div><div>خامسا : الاعتمـاد على كتب المستشرقين وعملاء الاستشراق التي تشوّه صورة الإسلام والمسلمين . وهو ما يعني عدم تحري الدقة والأمانة العلمية في الدراسة والبحث &nbsp;بهدف محاولة فتنة المسلم عن دينه من جانب .. وخداع الفرد المسيحي بصحة الديانة المسيحية من جانب آخر .</div><div>&nbsp;سادسا : الاستناد إلى التفسيرات القديمة والشائعة للقرآن الكريم .. مثل : &nbsp;تفسير الإمام " الطبري " [22] و " القرطبي " [23] &nbsp;و " ابن كثير " [24] &nbsp;و " الجلالين " [25] وغيرها من التفسيرات القديمة .. وجميعها كتبت في القرون الوسطى .. اعتبارا من القرن الميلادي التاسع ، وحتى القرن الخامس عشر .. وهي الفترة التي تقع معظمها في عصور الظلام الأوربية ( Dark Ages ) والتي لم يوجد فيها العلم بمعناه الحديث والمعاصر . فالمعروف أن تأويل القرآن يختلف من عصر إلى آخر .. تحقيقا لقوله تعالى ..</div><div> إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأهُ بَعْدَ حِينٍ (88) </div><div>( القرآن المجيد : ص {38} : 87 - 88 )</div><div>حيث يتم التأويل بالخلفية العلمية للقائم بالتأويل .. أو بالخلفية العلمية للعصر بفرض أن القائم بالتأويل وصل إلى ذروة أو نهاية علم عصره . فإن كان الجهل هو السائد في العصر فإن التأويل ـ وهو المرجح ـ يصبح خطأ .. وإن كان العلم هو السائد في العصر فإن من الممكن أن يكون التأويل صحيحا وفي إطار العلم المتاح في هذا العصر . ولكن في جميع الأحوال لا يفرض التأويل معناه على النص القرآني .. ليظل النص القرآني قابل للعطاء على طول التقدم الحضاري للبشرية .. وهو وجه آخر من " الإعجاز العلمي للقرآن المجيد " .. فنص لغوي ـ عربي ـ ثابت يتحرك مع موكب الحضارة البشرية . &nbsp;وهذا يوضح سبب اختيار المولى ( عز و جل ) للغة العربية في تنزيل القرآن .. بما تتميز به مفردات هـذه اللغة من طيف عريض من المعاني لا يتوفر أي لغة أخرى .</div><div>سابعا : &nbsp;رفض الحوار بشكل قاطع .. فجميع الفلاسفة واللادينين والملاحدة .. وكذا المسيحيين الذين طلبت منهم الحوار العقلاني المتمدن ـ الذي يدّعونه ـ رفضوا تماما هذا الحوار .. وأعرضوا عني ( الكاتب ) بطريقة تنم عن التراجع العقلي الشديد .. وهو ما يعني المعرفة المسبقة بضعف حجتهم من جانب .. وقوة الحجة لدى الدين الإسلامي من جانب آخر &nbsp; وليس هذا بجديد على الفكر الإنساني .. فالحياة دائرة ( متكررة ) .. وسلوك الإنسان المعاند معاد .. حيث يصف المولى ( عز و جل&nbsp;&nbsp;) هذا الفكر .. في العلاقة بين نوح (علية السلام ) وقومه كما جاء ذلك في شكوى نوح لقومه ..</div><div> قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) </div><div>( القرآن المجيد : نوح {71} : 5 - 7 )</div><div> قُلْ فَلِلَّهِ الحُجَّـةُ البَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أجْمَعِينَ (149) </div><div>( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 149 )</div><div>ولكنها غايات من خلق الإنسان .. في أن يترك الإنسان وحريته في الذهاب إلى الحقيقة المطلقة أو الإعراض عنها .. ليحمل المسئولية كاملة يوم القيامة تحقيقا لقوله تعالى ..</div><div> مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) </div><div>( القرآن المجيد : الإسراء {17} : 15 )</div><div>فليست المشكلة مع هؤلاء القوم تقع في جهلهم فقط بما يأتي به القرآن المجيد من علم وأمثال وعبر في آياته الكريمة ، لأن مثل هذه الأمثال تحتاج إلى العلماء ، كما جـاء في قوله تعالى :</div><div> &nbsp;وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) </div><div>( القرآن المجيد : العنكبوت {29} : 43 )</div><div>بل المشكلة تقع أيضا .. في كراهيتهم للحق ، الذي آتى به القرآن العظيم ، كما جاء هذا في خطاب المولى (&nbsp; عز و جل&nbsp;) لهم ..&nbsp;</div><div> &nbsp;لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) </div><div>( القرآن المجيد : الزخرف {43} : 78 )</div><div>•ابن رشد ( Averroes ) فيلسوف قرطبة ( 1126 – 1198م ) .. ما له وما عليه ..</div><div>هو القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد قاضي قضاة الأندلس ويعتبره الغرب أشهر فلاسفة المسلمين وأعظم شراح فلسفة أرسطو في العالم . ولد ابن رشد بقرطبة ( في الأندلس ) في القرن الثاني عشر عام 1126م &nbsp;( 520 هـ ) ، وتوفى في العاشر من ديسمبر عام 1198م ( 595 هـ ) . ويعتبره الغرب واحدًا من أربعة من الفلاسفة الذين وقفوا على قمم الاتجاه النقدي الفلسفي ، وهم طبقا للتاريخ : أرسطو قبل الميلاد بالنسبة للفلسفة اليونانية ، وابن رشد في مجال الفلسفة العربية ، والقدّيس توما الأكويني في محيط الفلسفة الغربية في العصور الوسطى ، وكانط الفيلسوف الألماني في تاريخ الفلسفة الحديثة .&nbsp;</div><div>وقد اشتهر ابن رشد في أوربا في العصور الوسطى على أنه إمام الملحدين ، وقيل أنه اعتنق المسيحية ، ثم صار يهودياً ، ثم عاد إلى الإسلام ، ثم كفر بكل دين ، وألف كتابه ( الدجالون الثلاثة : موسى / عيسى / محمد ) &nbsp;.. واقترن اسمه بـ " الزندقة " . ويعتبر ابن رشد مبشراً&nbsp;</div><div>بـ " العالمانية " التي لا تتفق والدين الإسلامي ، أما القول بأن ابن رشد كان مبشرا " بالعقلانية التنويرية " ، فإن هذا الفكر هو ما نقله ابن رشد ـ بطريقة مشوهة ـ عن الإسلام &nbsp;، ولا يجوز تطبيقه أو إطلاقه ـ بمفاهيم ابن رشد ـ على الدين الإسلامي ، فكما رأينا ـ في هذا البحث ـ أن الدين الإسلامي قد جاء بالمنهاج العلمي بمعناه المعاصر ، كما رفع الإسلام من شأن العلم والعلماء بدرجة غير مسبوقة ( ولا ملحوقة ) في التاريخ كما رأينا ذلك في كتابات سابقة للمؤلف . وبهذا فإن الإسلام &nbsp;ـ في حقيقة الأمر ـ قد جاء بقمة العقلانية والتنوير وهو ما لم يفهمه ابن رشد بمعناه الحقيقي . ففي الحقيقة ؛ إن كان فكر ابن رشد عن " التنويرية العقلانية " مشوها بالنسبة للإسلام ، إلا أنه يعتبر انقلابا ثوريا على المسيحية واليهودية ، لكونهما ديانات خرافية وأسطورية ..!!! &nbsp;</div><div>وقد ذهب الكثير من النقاد والكتاب على اعتبار ابن رشد مادي النزعة . وفي طليعة هؤلاء ( العالماني ) فرح أنطون .. الذي رأى " أن فلسفة ابن رشد عبارة عن مذهب مادي قاعدته العلم " &nbsp;ويمضي يوحنا قمر في إبراز البعد المادي " للفلسفة الرشدية " ، بل وبعده عن الإسلام على رغم كونه قاضي الأندلس ومؤلف " بداية المجتهد ونهاية المقتصد " حيث يقول قمر : " إن ابن رشد هو أبعد فلاسفة العرب بعد المعري عن الإسلام " &nbsp;.. وقد شكل تراث ابن رشد أساس حركة التنوير في أوروبا ومهد لانطلاقة الحركة البروتستانتية التي شكلت الإطار الفكري الذي استندت إليه الطبقة المتوسطة الأوروبية في مواجهتها للإقطاع ولمواقف الكنيسة الكاثوليكية المحافظة .&nbsp;</div><div>ويمكن القول عموما ؛ بأن الأوروبيين قد استفادوا كثيرا من فكر ابن رشد خصوصا من الفكرة التي طرحها للمزج بين العلم والإيمان ( وهو الفكر الذي نقله عن الإسلام ) ، وقد أتاحت نظريته في التأويل المجال للتعددية وللخروج عن الخط السائد حينها في الأخذ بظواهر النص الديني بعيدا عن جوهره ..!!</div><div>والمفارقة هنا : أن التأويل بجهل ـ أو بمعنى أدق التخريف في تأويل آيات القرآن المجيد ـ الذي اقترحه ابن رشد أضر كثيرا بالفكر الإسلامي .. بينما التأويل بجهل ـ في نفس الوقت ـ يُصْلح كثيرا من شأن " مسيحية الخروف ذو القرون السبعة " ، فالمعروف من الناحية الرياضية : أن أي انحراف عن القمة ( الإسلام ) هو نقص أو إفساد ، بينما أي انحراف عن القاع ( اليهودية والمسيحية ) هو زيادة أو إصلاح . أي ما يصلح الكنيسة .. قد يفسد الإسلام .</div><div>فعلى سبيل المثال يرى النقاد : أن الاتجاه العقلاني في فلسفة ابن رشد قد ظهر في مواجهته لمواقف المتكلمين .. وقيامه بوضع علم الكلام في الدين الإسلامي واللاهوت في الدين المسيحي بمنزلة متشابهة . وبديهي ؛ هذا يعني جهل ابن رشد المطلق بالفارق الهائل بين الديانة المسيحية .. والدين الإسلامي .&nbsp;</div><div>ولهذا يجب ألا يحسب ابن رشد على الفكر الإسلامي على الإطلاق .. بل يجب أن يحسب لصالح لحركة التنوير الأوربية فقط للوقوف ضد الوثنيات الدينية في المسيحية واليهودية .. أما بالنسبة للإسلام فقد أساء ابن رشد له إساءة بالغة .. بدعوته التي تنادي بـ " التخريف في تأويل النص القرآني " . ومن هذا المنظور يحتضنه العالمانيين والغرب في الوقت الحاضر كوسيلة للنيل من الدين الإسلامي والقرآن العظيم .</div><div>ومن الأمور البديهية ؛ أن نعتبر احتضان الغرب المسيحي واليهودي لتراث ابن رشد من الأدلة الأكيدة على أن هذا التراث يسيء إلى الإسلام ولا ينصفه ، ومن أكبر الأدلة على ذلك أن الكثير من أعمال ( أو تراث ) ابن رشد التي كتبت باللغة العبرية ( من خلال تلاميذه اليهود ) تعْمَد إسرائيل ـ في الوقت الحالي ـ إلى ضمها إلى تراثها الثقافي .</div><div>أما علاقة ابن رشد بأبي حامد الغزالي .. فقد ظهرت عندما كتب الغزالي كتاب " تهافت الفلاسفة " لنقض فلسفة ابن سينا ، التي جاءت في كتابه " الشفاء " ، وملخصه " النجاة " ، وفيه أخـذ الغزالي على ابن سينا ( ومعه الفلاسفة ) ، أنهم لم يلتزموا بالطريقة البرهانية في أقاويلهم . فرد عليه ابن رشد بكتاب : " تهافت التهافت " ( والذي يعتبر أشهر مؤلفات ابن رشد على الإطلاق ) ، وفيه بيّن ابن رشد أن الغزالي لم يلتزم هو الآخر بطريق البرهان في رده على ابن سينا والفلاسفة ..!!! &nbsp;وقد رأى ـ ابن رشد ـ أن قيام الغزالي بإبطال آراء ابن سينا يعني في النهاية إبطال آراء الفلاسفة الإلهيين ، ولهذا جاءت تسمية الغزالي لكتابه باسم : " تهافت الفلاسفة " .&nbsp;</div><div>&nbsp;وجميع القضايا الفلسفية التي طرحت في كتاب " تهافت الفلاسفة " .. و " تهافت التهافت " .. مثل : " قدم العالم أو حدوثه " بمعنى هل العالم أزلي مع الله ( سبحانه و تعالى ) أو هو مخلوق .. قد نقلت ـ في الوقت الحالي ـ من حيز الفلسفة إلى حيز العلوم .. وأجابت عنها الفيزياء المعاصرة .. من خلال علم الكونيات .. بأجابات قاطعة .. ولم يعد للفلسفة دور فيها . ولهذا فإن أمثال هذه الكتب الفلسفية ( أي كتب الغزالي و ابن رشد وما شابهها ) .. أصبحت في ذمة التاريخ ولم يعد لها قيمة علمية تذكر في الوقت الحالي ..!!!</div><div>وكما سبق وأن ذكرت ؛ أن السبب في استمرار تمسك العالمانيين والغرب بتراث ابن رشد في الوقت الحالي .. يرجع أساسا إلى أن فكره ـ الذي يدعو إلى " التخريف في تأويل آيات القرآن العظيم " ـ قد أساء كثيرا إلى الدين الإسلامي ..!!! وطالما ما زالت المعركة قائمة بين الغرب ( متمثل في المسيحية واليهودية ) وبين الدين الإسلامي .. فإن أفكار ابن رشد ستظل المعول أو أحـد الأسلحـة الأساسية المستخدمة في محاربة الإسلام .. في العصر الحديث ..!!!</div><div>وسوف أعود إلى مناقشة هذا الفكر ـ إن شاء الله ـ بشيء من التفصيل في مرجعي القادم : " وماذا بقي للفلسفة / التنوير .. والحداثة وما بعد الحداثة .. والغزو الثقافي " .. حيث يبين هذا الكتاب أنه لم يعد ـ في الحقيقة وبشكل قاطع ـ للفلسفة شيء .. وآجلا أو عاجلا سوف تصبح الفلسفة في ذمة تاريخ العلوم بعد سيادة الفكر القرآني ـ للفكر العالمي ـ بإجاباته العلمية القاطعة لكل ما هو وراء للطبيعة ..</div><div>*******</div><div>هوامش المقالة :</div><div>[1] في مرجع الكاتب السابق : " السقوط الأخير / تاريخ الصراع على السلطة منذ ظهور الإسلام وحتى الوقت الحاضر " بينت أن الدين الإسلامي قد جاء بالنظام الجمهوري الديموقراطي بمعناه المثالي ، أي حكم الشعب بالشعب وللشعب من خلال المنهاج الإلهي .. وهو ما يؤدي إلى مفهوم نهاية التاريخ ، أما ما نحن بصدده فهو الديموقراطية الليبرالية بالمفهوم الغربي .. ولها عيوبها الفادحة التي تخرجها كثيرا عن المفهوم الديموقراطي الإسلامي . ويمكن للقاريء المهتم ؛ الرجوع إلى &nbsp;مرجع الكاتب السابق : " الدين والعلم وقصور الفكر البشري " / مكتبة وهبة . لنقد فكر " نهاية التاريخ " وبيان عيوبه الشديدة . أنظر أيضا مقالة : " نهاية التاريخ .. بين النموذج الغربي والنموذج القرآني "&nbsp;</div><div>&nbsp;[2] &nbsp;الفطرة : هي الخصائص الذاتية أو السلوك الطبيعي الموجود في الإنسان ( أو أنواع الحيوانات المختلفة ) بدون تعليم والتي يخلق عليها .. كغريزة الخوف .. وحب البقاء .. والغريزة الجنسية .. وغيرها من الغرائز الأخرى . أو هي الخصائص الذاتية للنموذج الإنساني التي خلق عليها بعد انتهاء تشكيله في رحم الأم وقبل خروجه مباشرة إلى العالم الخارجي . &nbsp;تماما كما تقول : أن موديل هذه العربة يتميز بالخصائص التالية عند خروجها من المصنع ، ثم تقوم بذكر هذه الخصائص . ويأتي تعريفها باللغة الإنجليزية ـ في قاموس الميراث الأمريكي ـ على النحو التالي :</div><div>Instinct : The innate aspect of behavior that is unlearned, complex, and normally adaptive.&nbsp;</div><div>&nbsp;[3] &nbsp;أو كما يأتي تعريفها باللغة الإنجليزية في قاموس " موسوعة العالم الأمريكية " على النحو التالي :</div><div>Postulate: Something taken for granted or assumed as a basis for reasoning; fundamental principle; necessary condition: One postulate in geometry is that a straight line is the shortest distance between any two points.</div><div>[4] &nbsp; " إقليدس : Euclid " ( رياضي إغريقي عاش في حوالي عام 300 قبل الميلاد في مدينة الإسكندرية في مصر ) قام بتأليف 13 مرجعا في الهندسة المستوية ( الهندسة الإقليدية ) وخواص الأرقام . كما قام بإنشاء مدرسة للرياضيات في مدينة الإسكندرية .. وقام بالتدريس فيها .</div><div>[5] &nbsp;لا تنطبق هذه المسلمة على هندسة السطوح المقعرة . وتعرف الهندسة غير المستوية أو هندسة السطوح المقعرة والمحدبة باسم : " هندسة ريمان : Riemann Geometry " .&nbsp;</div><div>[6] &nbsp;جانوس بوليا ( Bolyai, Janos ) ( 1802 - 1860 ) رياضي هنغاري وأحد مؤسسي الهندسة اللاإقليدية مع كارل فريدريك جاوس ( 1777 - 1855 ) .</div><div>[7] القانون العام لمحصلة جمع السرعات &nbsp;V1 ، &nbsp;V2 عند أخذ النظرية النسبية الخاصة في الاعتبار هو : &nbsp;&nbsp;</div><div>[8] &nbsp;وتأتي الصياغة القانونية لهذا المبدأ باللغة الإنجليزية على النحو التالي ..</div><div>" The principle of equivalence states that: " A frame linearly accelerated with an acceleration g, relative to an inertial frame in special relativity is locally IDENTICAL to a frame at rest in a gravitational field having the same acceleration g . "</div><div>[9] &nbsp;المرجع هو :</div><div>" Einstein's Relativity ", Ray d'Inverno, Clarendon Press . Oxford, pp. 201.</div><div>[10] &nbsp;تشمل ميكانيكا الكم مجالات أساسية كثيرة في الفيزياء والكيمياء منها : الفيزياء الذرية ، فيزياء الجزيئات ، الكيمياء التحليلية ، الكيمياء الكمية ، فيزياء الجسيمات الأولية ، الفيزياء النووية ، وفيزياء المواد الكثيفة . ويعتبر التزاوج بين ميكانيكا الكم &nbsp;والنظرية النسبية العامة أحد الأعمدة الهامة في الفيزياء الحديثة .</div><div>[11] &nbsp;وتصاغ هذه المسلمة باللغة الإنجليزية ـ حيث يتم ذكرها على سبيل العلم فقط ـ على النحو التالي :</div><div>The wave equation &nbsp;of the system, is obtained from the classical expression of the total energy of the system by replacing the dynamical variables by the following operators:</div><div>&nbsp;, and &nbsp;</div><div>&nbsp;, and &nbsp;by &nbsp;inserting &nbsp;of &nbsp;the wave function &nbsp;as operand.</div><div>In all the cases the arrow means “ is replaced by”. Hence the Hamiltonian of the system is essential in formulating the quantum theory.&nbsp;</div><div>[12] &nbsp;وتأتي الترجمة الإنجليزية لهذه الصياغة على النحو التالي ..</div><div>Theories; are imaginative constructions of the human mind--the results of philosophical and aesthetic judgments as well as of observation--for they are only suggested by observational information rather than inductively generalized from it. Moreover, theories cannot ordinarily be tested and accepted on the same grounds as laws. Thus, whereas an empirical law expresses a unifying relationship among a small selection of observables, scientific theories have much greater scope, explaining a variety of such laws and predicting others as yet undiscovered. A theory may be characterized as a postulational system (a set of premises) from which empirical laws are deducible as theorems.</div><div>[13] &nbsp;" المؤتمر العالمى الأول للإعجاز العلمى فى القرآن والسنة " ، عقد فى مدينة إسلام آباد بباكستان فى الفترة من 18 – 21 أكتوبر عام 1987 . وقد اشترك فى هذا المؤتمر 228 عالما ينتمون إلى 52 دولة .</div><div>[14] &nbsp;على حسب : " نموذج لامدا : &nbsp;Lambda-CDM model " ـ في الفيزياء ـ فإن المادة المظلمة تكون مع الطاقة المظلمة حوالي 95% من مادة الكون .. بينما المادة المضيئة والتي تتكون من المجرات والنجوم والكواكب والسدم .. وخلافه تمثل الـ 5% الباقية . والمادة المظلمة هي المادة التي لا تشع أو تعكس الموجات الكهرومغناطيسية بقدر كافي يسمح بالكشف عنها بشكل مباشر .. ولكنها تعرف بتأثيراتها الجذبية على المادة المضيئة الأخرى . فأحد الظواهر الدالة على وجود المادة المظلمة : " مسألة دوران المجرة حول مركزها " .&nbsp;</div><div>ولها تفسيرات كثيرة منها : (1) أن تكون مادة عادية ( لا نستطيع الكشف عنها بالأجهزة العلمية المتاحة في الوقت الحالي ) مثل : النجوم البالغة الشحوب .. والثقوب السوداء الصغيرة والكبيرة .. والغبار الكوني بأنواعه ( بما في ذلك : الماكوس : MACHOs .. وهو الغبار الكوني الذي يحيط بالمجرات والعناقيد المجرية ) .. والغازات الباردة في الفضاء البينجمي . (2) أن تكون مادة غريبة أو جزيئات غير مألوفة .. لم نستطع بعد فهمها ومعرفة كيفية الكشف عنها . (3) أما المفهوم الثالث فهو متعلق بإعادة مراجعتنا لمفهوم الجاذبية العامة .. ولكن لم يؤخذ هذا الاتجاه المأخذ الجدي من جانب علماء الفيزياء .. حتى الآن .</div><div>[15] &nbsp;يتم تعريف الطاقة المظلمة بأنها : صورة افتراضية للطاقة تتخلل الكون كله ، وهي ذات " ضغط سالب " قوي ، &nbsp;والضغط السالب من منظور التظرية النسبية العامة يكافيء قوى تعمل في عكس اتجاه قوى الجاذبية العامة على المقياس الكوني ، وبالتالي تجعل الكون يتمدد .</div><div>[16] &nbsp;يمتد جذور فكر " العود الأبدي " ، والذي يعني انتهاء الكون ونشأته على نحو متكرر وبغير نهاية ، إلى قدماء المصريين ، ثم تبناه بعد ذلك " نيتشة ـ هيدجر : &nbsp;Nietzsche-Heidegger " . &nbsp;وبعد اكتشاف تمدد الكون تم تفسيره على أساس أن تمدد الكون سوف يتوقف بعد زمن ما بفعل مجال الجاذبية العامة .. ثم يعود الكون إلى الانكماش حتى ينتهي إلى النقطة الشاذة ( Singularity ) .. لتنفجر هذه النقطة الشاذة مرة أخرى ليظهر الكون الحالي ( بما فيه نحن ) مرة أخرى بالضبط .. وهكذا بغير نهاية ..!!! &nbsp;وبديهي ؛ مثل هذا الفكر يسبغ الأبدية ( أو الأزلية ) على المادة والقانون الطبيعي والكون .. وبالتالي يتم الاستغناء عن وجود " الإله الخالق " لاستمرارية بقاء الكون ..!!! &nbsp;وهنا يصبح الكون له صفة الألوهية .. لنصل إلى قضية الشرك بالله .. وحاشا لله ذلك . وفي مرجع الكاتب التالي : " وماذا بقي للفلسفة / التنوير والحداثة وما بعد الحداثة .. والغزو الثقافي " ، سوف يتم مناقشة هذه القضية بالتفصيل .. وبيان خطأ هذا الفكر ..!!!</div><div>[17] &nbsp;البخاري ؛ عن أبي هريرة (  ) ؛ حديث رقم (2755) ؛ موسوعة الحديث الشريف ؛ شركة صخر لبرامج الحاسب . الإصدار الأول 1.1 .</div><div>&nbsp; الترمذي ( فضائل القرآن ) ؛ رواه عليّ بن أبي طالب (  ) ؛ حديث رقم (2831) ؛ المرجع السابق .</div><div>[18] &nbsp;المرجع السابق عن أبي هريرة (  ) ؛ حديث رقم (812) .</div><div>[19] &nbsp;الترمذي ( فضائل القرآن ) ؛ رواه عليّ بن أبي طالب (  ) ؛ حديث رقم (2831) ؛ المـرجع السابق .</div><div>&nbsp;[20] أما الموضوعات فهي ما وضعه قوم زعموا ـ وبئس ما زعموا ـ أنهم يخدمون الإسلام ، ويرغبون فيه ، وذلك مثل الأحاديث التي وضعت في فضائل القرآن وفي فضائل السور ، وفي فضائل بعض الأشخاص والأزمنة والأمكنة . فقد استباح بعض الزهاد وبعض المتصوفة الوضع في باب الترغيب والترهيب ، وزعموا ـ جهلا وزورا ـ أن ذلك حسبة إلى الله . ومن المؤسف أن بعض أهل العلم لا يزالون يرددون أمثال هذه المرويات ويستولون بسببها على قلوب العامة والسذج ، مع أنها قد نصّ على وضعها واختلاقها كثير من الحفاظ وأئمة النقد . [ أنظر : " الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير " ؛ الدكتور محمد أبو شهبة ، مكتبة السنة ، طبعة 1408 هـ / 1987 م ]</div><div>[21] &nbsp;وبمثل هذا النمط ؛ احتضن الغرب سلمان رشدي وكتابه " آيات شيطانية " الذي هاجم فيه الإسلام بشكل ظالم معطياً تأويلات مغايرة لجوهر بعض الآيات القرآنية ، ومصوراً الإسلام وسلوك إمام المسجد على غير حقيقته .. مما أساء إلى الدين الإسلامي وقيمه إساءة &nbsp;بالغة . وقد كوفئ سلمان رشدي بأكثر مما يستحق من قبل الأوساط الغربية &nbsp;فترجم كتابه سيئ الذكر هذا .. إلى جميع اللغات الحية .. وعلت شهرته الآفاق .</div><div>[22] هو : أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : ولد عام ( 837 م ؟ / 222 هـ ) . &nbsp;طوف في العالم الإسلامي واستقر به المقام في بغداد ، حيث توفي عام ( 923 م / 310 هـ ) .</div><div>[23] &nbsp;هو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد الله ؛ ولد في قرطبة ( الأندلس / أسبانيا ) عام &nbsp;( 1209 م / 605 هـ ) ، وتوفى عام ( 1273م / 671 هـ ) .</div><div>[24] &nbsp; هو : الحَافِظِ إسْماعيلَ بْنِ عُمَرَ بْنِ ضَوْءِ بْنِ كَثيرٍ القُرَشِيِّ الشَّافِعِيِّ الدّمَشْقِيِّ &nbsp;. &nbsp;ولد سنة 1301 م / 700 هـ . &nbsp;</div><div>[25] &nbsp;سُمِّي هذا التفسير بـ " الجلالين " نسبة إلى مؤلِّفيه الجليلين : جلال الدين المحلَّى ، و جلال الدين السيوطي . والإمام جلال الدين المحلَّي - رحمه الله - كان من العلماء المبرَّزين في القرن الثامن الهجري ( القرن الرابع عشر الميلادي ) ، بدأ بتأليف هذا التفسير من سورة الكهف وانتهى به إلى سورة الناس ، وعندما شرع في تفسير سورة الفاتحة وما بعدها وافته المنيَّة قبل أن يُتمَّ كتابة تفسير النصف الأول من القرآن ؛ ثم جاء الإمام السيوطي بعده - وهو من علماء القرن التاسع الهجري ( القرن الخامس عشر الميلادي ) - فقطع العهد على نفسه بإتمام تفسير ما لم يتمكن الإمام المحلي من تفسيره .</div><div>[26] &nbsp;انظر تفصيل ذلك في كتاب ( ابن رشد والرشدية ) رينان ( ص301 ) والمراد بالرشدية في عنوان الكتاب : الزندقة ( ص421 ) ، وقد طبع هذا الكتاب لأول مرة في القاهرة عام 1884م، ، ثم طبع طبعات كثيرة ، من أهمها : طبعة الأب بويج اليسوعي ببيروت سنة (1930) في (700) صفحة . ونشرة د. سليمان دنيا في (1006) صفحات. ونشرة د. الجابري في (600) صفحة . ويوجد من يقول إن هذا الكتاب مدسوس عليه .. وأن ابن رشد ليس هو مؤلفه .</div><div>[27] &nbsp;تعرّف " العلمانية : Secularism " بأنها : النظرة المادية الشاملة للواقع مع محاولة تحييد علاقة الدين والقيم المطلقة والغيبيات عن كل مجالات الحياة ، كما تعتبر المعرفة المادية هي المصدر الوحيد للأخلاق وأن الإنسان يغلب عليه الطابع المادي لا الروحي . ولهذا تسمى أحيانا بإسم : " العلمانية الطبيعية المادية " .. نسبة إلى المادة والطبيعة .</div><div>ومن هذا المنظور يتم " نزع القداسة : Desanctification " عن كافة الظواهر بما فى ذلك الإنسان ذاته ( وبالتالي يتم إلغاء كافة المحارم الدينية ) بحيث تصبح ـ الظواهر ـ لا حرمة لها وينظر لها نظرة مادية صرفة لا علاقة لها بما وراء الطبيعة ، كما يصبح العالم له وجود مكتف بذاته ، يحوى في داخله كل ما يكفى لتفسيره ، بغض النظر عن وجود أى شىء خارجه بما في ذلك " الإله الخالق " ..!!! &nbsp;ولمزيد من التفاصيل والرد على المبادئ العشرة .. والتي يمكن أن تعرف باسم : " الديانة العلمانية " ، يمكن للقارئ الرجوع إلى مرجع الكاتب السابق : " الدين والعلم .. وقصور الفكر البشري " . مكتبة وهبة .</div><div>[28] &nbsp; العمارتي، جواد ، عرض لمقالات في المنطق والعلم الطبيعي، مجلة أبحاث، عدد 4/5، السنة 2، يونيو 1984 ـ الدار البيضاء . ص114 .</div><div>[29] &nbsp;( ابن رشد والرشدية ) رينان ؛ ص : 116 .</div><div>[30] &nbsp;كما قطع أبو حامد الغزالي بتكفير ابن رشد ـ والفلاسفة معه ـ في كتابه المعروف بالتهافت في ثلاث مسائل هي&nbsp;</div><div>•<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>القول بقدم العالم .. أي أزلية المادة .</div><div>•<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>وبأن " الله " لا يعلم الجزئيات تعالى عن ذلك .</div><div>•<span class="Apple-tab-span" style="white-space:pre"> </span>وفي تأويل ما جاء في حشر الأجساد وأحوال المعاد .</div><div><br></div>
المؤلفات
  • الإنسان والدين ولهذا هم يرفضون الحوار ..!!
  • البعد الديني في الصراع العربي الإسرائيلي
  • بنو إسرائيل القصة الكاملة ( من التاريخ القديم .. وحتى الوقت الحاضر )
  • الدين والعلم وقصور الفكر البشرى
  • الإسلام والغرب المواجهة .. والحل
  • المزيد

مكتبة الفيديوهات

مكتبة الصور