<div><font size="4"> يتناول هذا البحث عرض فكر جديد ينشر لأول مرة حول معنى "<u> القضية الدينية</u> " كما يأتي بها القرآن المجيد ( أو الدين الإسلامي ) وبما تحمله وتحتمه الغايات من خلق الإنسان من جانب ، ووحدانية الخالق من جانب آخر . فالمعروف ـ في الوقت الحاضر ـ أنه يكاد يكون هناك اتفاق تام على أن القضية الدينية هي "<u> قضية نسبية</u> " لا يمكن القطع بصحتها . ومن أكبر الأدلة على هذا المعنى عدم الاتفاق على تعريف محدد للدين من جانب ، وكذا وجود العشرات من الديانات الكبرى على الساحة الفكرية من جانب آخر ، والتي تعتقد كل فئة منها في صحة عقيدتها وخطأ عقائد الفئات الأخرى . ولتغيير فكر البشرية حول هذا المعنى ، أو معنى الدين ؛ يقدم هذا البحث فكر " التحول في النموذج الديني " ـ لأول مرة ـ والذي يتم فيه نقل القضية الدينية من الحيز النسبي إلى الحيز المطلق . أو بمعنى آخر نقل القضية الدينية من حيز الاعتقاد بلا برهان إلى حيز القضايا العلمية ذات البراهين الرياضية والفيزيائية الراسخة .</font></div><div><span style="font-size: large; "> والتحول في النموذج الديني يقود مباشرة إلى توحيد نظرة الإنسان إلى الدين بما له من تأثير إيجابي على الفكر البشري ، كما وأنه يمكن أن يعتبر المدخل الوحيد للسلام على الأرض . وبديهي سوف يترتب على هذه المعاني السابقة .. التحول في طريقة عرض الإسلام في الغرب .. أو بمعنى آخر التجديد في الخطاب الديني ( الإسلامي ) . وبديهي ؛ لا يعني هذا المفهوم التبشير بالدين الإسلامي بالمعنى السياسي ، بل يعني الدعوة إلى الدين الإسلامي من خلال تبصير الإنسان بمعنى وجوده ومصيره والغايات من خلقه .. وحتمية تحقيق الإنسان للغايات من خلقه حتى ينال الخلاص والسعادة الأبدية المنشودة .</span></div><div><span style="font-size: large; "> ولا يقتصر فكر " التحول في النموذج الديني " على آيات قرآنية بعينها بل يشمل هذا الفكر المنهاج القرآني بوجه عام .. وهو ما سوف نبينه في هذا البحث في أضيق الحدود ..</span></div><div><b style="font-size: large;"><u>•التحول في النموذج ( Paradigm Shift )</u></b></div><div><u style="font-size: large; "><b> التحول في النموذج</b></u><span style="font-size: large; "> : هو تعبير أكاديمي يستخدم في مناهج البحث العلمي ويعني النقلة النوعية في الفكر الإنساني عندما تتغير إحدى الفرضيات الأساسية التي كانت سائدة فيه لفترة زمنية طويلة . ولم يسجل التاريخ الإنساني سوى تحولين فقط في النموذج في الفكر العلمي .</span></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><b><u> التحول الأول في النموذج</u></b> : حدث عندما اكتشف " نيقولاوس كوبرنيكوس " [1] أن الأرض هي التي تدور حول الشمس .. وليس الشمس هي التي تدور حول الأرض . وبذلك تغيرت نظرتنا إلى العالم من النظام البطليموسي ( الأرض مركز الكون ) والذي كان تتبناه الكنيسة إلى النظام الكوبرنيكي ( الشمس هي مركز الكون .. أو بمعنى أدق الشمس هي مركز النظام الشمسي وليس الأرض ) . وقد استغرق التحول في هذا النموذج إلى أكثر من مائة عام .. حتى أمكن استيعابه ..!!!</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><b><u>أما التحول الثاني في النموذج</u></b> : فقد حدث عندما أضاف الرياضي الروسي " هيرمان منكاوسكي" [2] الزمن كبعد رابع إلى إحداثيات الفضاء الثلاثة .. وبذلك أصبحنا نحيا في عالم رباعي الأبعاد .. ولم تتبلور هذه الفكرة حتى الآن ( وبعد مضي مائة عام على ظهورها ) إلا في فكر العلماء المتخصصين فقط .. وفي إطار عملهم التخصصي فحسب .</font></div><div><span style="font-size: large; "><br></span></div><div><span style="font-size: large; "> والتحولات السابقة انتقلت بالفكر الإنساني من النظرة الأسطورية للكون .. إلى النظرة الحقيقية والموضوعية للكون . أي هي تحولات أدت إلى توسيع مدارك الإنسان عن الوجود المادي كما أدت إلى اكتشاف القوانين الفيزيائية بشكلها الحالي .. وكذا وجود الأجرام السماوية والجسيمات الأولية وحركتها في الكون .</span></div><div><span style="font-size: large; "> ولكن يبقى الجانب الهام في حياة الإنسان والذي لم يكتشف بعد .. ويتطلب هذا النوع من التحول في النموذج . وهذا الجانب هو : أن الإنسان لم يكتشف نفسه أو ذاته حتى الآن .. كما لم يكتشف موقعه الحقيقي في بانوراما الوجود ( الكون المادي والأكوان المتطابقة معه ) .. وهو ما أدى به ليس فقط إلى الشعور بالاغتراب في هذا الكون .. بل أدى به أيضا إلى قيامه بصراعات وحروب طاحنة مع أخيه الإنسان .. من أجل أشياء بالغة التفاهة .. لن يستطيع امتلاكها .. لأنه ـ في النهاية ـ هو مفارق لها . ولم يتنبه الفلاسفة الذين قالوا بالشعور بالاغتراب في هذا الكون .. إلى أنهم يشيرون بطريقة فطرية ـ وغير مقصودة ـ إلى وجود عالم آخر سوف يستقر فيه الإنسان بشكل نهائي .. كما جاء هذا في قوله تعالى ..</span></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ (94) </font></div><div style="text-align: left; "><font size="4">( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 94 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">ومن هذا المنظور تظهر الحاجة الملحة ـ الآن ـ إلى حدوث مثل هذا التحول الثالث في النموذج .. أي : " التحول في النموذج الديني " .. حتى يستطيع الإنسان تصحيح موقفه من الخالق .. وموقفه من الدين . </font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> والآن ؛ إذا ما استثنينا الدين الإسلامي .. فيمكننا القول ـ بدون أدنى مبالغة ـ أن الإنسان مازال يحيا في " عهد الطفولة الدينية " .. حيث فشلت المعاجم والموسوعات العلمية في الاتفاق على تعريف محدد للدين . كما فشل الفلاسفة وعلماء الاجتماع .. في فهمهم أيضا وتعريفهم للدين [3] . والسبب في هذا يرجع إلى أن جميع من حاول تعريف الدين قد أغفل منظور الخالق المطلق ( الله ) ـ صاحب ومؤسس الدين الفعلي ـ في هذا التعريف . وبهذا ضلت البشرية وبعدت كثيرا عن رؤية وجودها ومصيرها .. من منطلق وجود سبب أو غايات من خلقها وحتمية تحقيقها لهذه الغايات . فقضية خلقنا ـ نحن البشرية الضعيفة والتي يلفها العجز ويحدها الميلاد والموت ـ ليست عبثا إلهيا .. كما جاء في قوله تعالى ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا [4] وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116) </font></div><div style="text-align: left; "><font size="4">( القرآن المجيد : المؤمنون {23} : 115 - 116 )</font></div><div><span style="font-size: large; ">كما وأن قضية الخلق على نحو مطلق ليست صدفة كونية .. أو لهوا إلهيا .. بل هي قضية خلق ووجود محسوم بالفكر والحكمة الإلهية .. كما جاء في قوله تعالى ..</span></div><div><font style="font-size: large; "> وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)</font><span style="font-size: large; "> </span></div><div style="text-align: left; "><font size="4">( القرآن المجيد : الأنبياء {21} : 16 - 18 )</font></div><div><span style="font-size: large; ">ولهذا ؛ أصبحت البشرية الآن في أمس الحاجة إلى مثل هذا التحول في النموذج الديني [5] في الوقت الراهن .. وربما يصبح هذا التحول المدخل الأوحد لتحقيق السلام ـ غاية الإنسان ـ على الأرض ..!!!</span></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><b><u>•التحول في النموذج الديني ..</u></b></font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> والتحول في النموذج الديني يعني في أبسط معانيه : " الانتقال بالقضية الدينية من حيز الوهم والاعتقاد إلى حيز القضايا العلمية الراسخة " . أو بمعنى آخر : " الانتقال بالقضية الدينية من الحيز ( أو المفهوم ) النسبي إلى الحيز ( أو المفهوم ) المطلق " . والنسبية في القضية الدينية تعني صحة جميع الأديان .. بينما الإطلاق في القضية الدينية لا تعني سوى دين واحد حق مطلق . وبديهي هذا يتفق تماما مع المنطق إلى حد بعيد . فطالمـا أن الخالق ـ أي الله ـ واحد ولا متغير .. فبديهي لابد وأن يكون الدين هو الآخر واحد ولا متغير .. كما جاء في قوله تعالى ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)</font> </div><div style="text-align: left; "><font size="4">( القرآن المجيد : الشورى {42} : 13 )</font></div><div><font size="4">وكما جاء في قوله تعالى لمحمد ( صلي الله علية و سلم) ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) </font></div><div style="text-align: left; "><font size="4">( القرآن المجيد : فصلت {41} : 43 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> هذا من جانب . ومن جانب آخر ؛ إذا كان هناك غايات من خلق الإنسان .. فلابد وأن يكون الدين هو البلاغ الصادر عن هذا الخالق للتعريف بهذه الغايات كما جاء في قوله تعالى ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (52) </font></div><div style="text-align: left;"><font size="4">( القرآن المجيد : إبراهيم {14} : 52 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">فالحقيقة أن دور الرسل لم يتعد تبليغ البشر ( العباد ) بما يقرره الله ويريده ويبغيه منهم .. وتعريفهم بالغايات من خلقهم . ولهذا ياتي تعريف الدين من المنظور الإسلامي بأنه : </font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> " البلاغ الصادر عن الخالق المطلق لهذا الوجود ( ويشمل ذلك كوننا هذا والأكوان الأخرى الموازية أو المتراكبة معه ) لتعريف مخلوقاته ( بما في ذلك الإنسان ) به ( كمالات وفعل ) وتعريف هذه المخلوقات بالغايات من خلقها ، وحتمية تحقيقها لهذه لغايات " .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">لينتهي الفرد من هذا البلاغ إلى إدراك معنى قوله تعالى ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) </font></div><div style="text-align: left;"><font size="4">( القرآن المجيد : الذاريات {51} : 56 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">وهي الكلمات الخمس التي لخص بها المولى الفطرة البشرية نحو التدين وممارسة العبادة ( أي الفطرة الدينية ) .. والغايات من الخلق .. خلق الكائنات العاقلة والمكلفة ( الجن والإنس ) .. وذلك على حسب حركة الحرف الأخير من كلمة ( ليعبدون ) من السكون ( لِيَعْبُدُونْ ) والكسر ( لِيَعْبُدُونِ ) على التوالي .. وكلاهما في القراءة جائز . وهكذا ؛ تتضح رؤية الإنسان لوجوده الحقيقي وللوجود المبني على العقل والمنهاج العلمي معا .. وهو المنظور المفقود في الديانات الأخرى كما رأينا في كتابات الكاتب السابقة ..!!! ولا يجوز القول بعبادة أي إله آخر .. فهي من المحرمات على الإنسان .. كما جاء في قوله تعالى لمحمد ( صلي الله علية و سلم ) ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا .. (151) </font></div><div style="text-align: left;"><font size="4">( القرآن المجيد : الأنعام {6} : 151 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">فالشرك مع الله هو مبدأ مرفوض تماما .. كما سبق وأن قرر الله ( سبحانه و تعالي ) هذا المعنى في رسالاته السابقة من قبل ، كما جاء هذا ـ أيضا ـ في توراة موسى ( علية السلام ) [6] ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">[ (3) لا يكن لك آلهة أخرى أمامي . (4) لا تصنع لك تمثالا منحوتا ولا صورة ما مّما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض . (5) لا تسجد لهنّ ولا تعبدهن ّ.لأني أنا الرب إلهك اله غيور .. ] </font></div><div style="text-align: left;"><font size="4">( الكتاب المقدس : سفر الخروج : {20} : 3 - 5 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">ولهذا يأتي القرار الإلهي </font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ .. (23) </font></div><div style="text-align: left;"><font size="4">( القرآن المجيد : الإسراء {17} : 23 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">أي هو إله واحد هو : " الله سبحانه وتعالى " المستحق بالعبادة وهو أصل الغايات من الخلق أي الوصول إليه من خلال العقل الذي أودعه الله ( </font> <span style="font-size: large; ">سبحانه و تعالي</span> <font size="4"> ) في الإنسان .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">ويلخص المولى </font> <span style="font-size: large; ">( سبحانه و تعالي )</span> <font size="4"> دور الرسل في قوله تعالى لمحمد ( صلي الله علية و سلم ) ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا (20) قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (21) قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا (22) إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا (23) </font></div><div style="text-align: left;"><font size="4">( القرآن المجيد : الجن {72} : 21 - 23 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">[<u> ( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا )</u> : أي إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ وعبد من عباد الله ليس لي من الأمر شيء فيه هدايتكم ولا غوايتكم بل المرجع في ذلك كله إلى الله عز وجل وإليكم . ثم أخبر عن نفسه أيضا أنه لا يجيره من الله أحد لو عصيه فإنه لا يقدر أحد على إنقاذ أحد من عذاب الله عز وجل ، (<u> ولن أجد من دونه ملتحدا</u> ) قال مجاهد وقتادة والسدي لا ملجأ ولا نصير ولا ولي / عن تفسير ابن كثير ] </font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">فقد اقتضى عدل الله ( </font> <span style="font-size: large; ">سبحانه و تعالي</span> <font size="4"> ) وحكمته إرسال الرسل للبشرية .. كما جاء في قوله تعالى ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) </font></div><div style="text-align: left;"><font size="4">( القرآن المجيد : النساء {4} : 165 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">ويتحرك التحول في النموذج الديني على ثلاثة محاور رئيسية تتلخص في الآتي :</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><u>أولا </u>: توحيد الفكر الإنساني حول ضرورة وجود المنهاج العلمي في القضية الدينية حتى يمكن إقامة البرهان على صحة هذه القضية المصيرية بالنسبة للبشرية . وبهذا المعنى يمكن إخضاع الدين ـ أي دين وليس الدين الإسلامي فحسب ـ للقياس العلمي والمنطق الرياضي معا .. تماما كما تخضع النظريات العلمية لهذا المنهاج . وبهذا المعنى يمكن البرهنة على صحة الدين الحق وكذا البرهنة على خطأ الأديان الوثنية الأخرى .. بطريقة لا لبس فيها ولا غموض في أي من الحالات .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">فنظرة الإنسان للدين ـ حتى الآن ـ لم تتجاوز المفهوم النسبي .. بمعنى أن الدين إن لم يكن قضية وهمية من صنع خيال الإنسان .. فهو في أحسن أحواله .. قضية اعتقادية .. أي قضية يعتقد فيها المرء أو لا يعتقد فيها .. ولا يمكن إقامة البرهان على صحتها .. شأنها في هذا شأن أي قضايا جمالية أخرى ( أي المنظور النسبي ) .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">وبنزول : "<u> القرآن المجيد </u>" قد تغير هذا المعنى تماما .. فقد قام هذا الكتاب ـ أي القرآن العظيم ـ بنقل الدين من حيز القضايا النسبية إلى حيز القضايا المطلقة ( أي إلى حيز القضايا العلمية الكلية ) .. ذات البراهين الراسخة .. كما جاء هذا في قوله تعالى للبشرية ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا (174) </font></div><div style="text-align: left;"><font size="4">( القرآن المجيد : النساء {4} : 174 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">وبديهي لا يأتي معنى البرهان إلا مقترنا بالفكر الرياضي والفيزيائي .. والتجربة العلمية الدالة حيث لا توجد براهين في القضايا الجمالية أو الأعراف ( إلا بالاتفاق ) لأن منظورها نسبي . وسوف نرى ـ في بحث آخر ـ أن القرآن المجيد ( أي في الدين الإسلامي ) قد جاء بالمنهاج العلمي في أعم وأشمل معانيه .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><u>ثانيا </u>: توحيد الفكر الإنساني حول معنى وفكر الخـالق المطلق لهـذا الوجود ، أي " الله " ( </font> <span style="font-size: large; ">سبحانه و تعالي</span> <font size="4"> ) . وهو ما يعني اعتراف الغرب بلفظ الجلالة : " الله " .. حيث لا يقتصر معنى هذا الاسم على الدين الإسلامي فقط أو الأمة الإسلامية فحسب ـ كما هو معلوم الآن في الفكر الغربي [7] ـ بل يجب أن تعترف الكنائس الغربية بهذا الاسم أيضا .. كما اعترفت به الكنائس الشرقية الناطقة باللغة العربية . ولهذا ينبغي تعميم استخدام هذا الإسم أي : " الله " ( </font> <span style="font-size: large; ">سبحانه و تعالي</span> <font size="4"> ) على المستوى العالمي . ولكن بشرط ـ وحتى لا أتهم بالتناقض في كتابات سابقة [8] ـ يجب تنزيه صفات هذا الاسم ، أي اسم الخالق المطلق لهذا الوجود ، عن الصفات الوثنية السائدة الآن عن الإله وبخاصة في الفكر اليهودي والمسيحي .. بحيث تقتصر صفاته ـ سبحانه وتعالى ـ على الصفات الإسلامية ( أي الكمالات الإلهية ) كمـا وردت في القـرآن المجيد والسنة النبوية الشريفة .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">وأذكر هنا المغالطات الصارخة التي يدعيها الغرب ـ في الوقت الحالي ـ على الإسلام كما جاءت على لسان القس " بيتر شتايناك : <u>Peter Steinacke</u> " رئيس الكنيسة الإنجيلية بمقاطعة " <u>Hessen und Nassau</u> " الألمانية للتلفزيون الألماني حيث يقول :</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><u>" إن الإله الذي يعبده المسلمون غير الإله الذي يعبده المسيحيون " [9]</u></font></div><div><span style="font-size: large; ">وبديهي ؛ إذا كان لا يوجد سوى إله واحد هو إله المسيحية ( أي : المسيح عيسى بن مريم ) .. فإن معنى هذا أن المسلمين لا يعبدون سوى وثن ..!!! وهنا نصبح إزاء تناقض صارخ في جوهر العقائد .. فهم يدعون علينا بأننا نعبد " إله وثن " .. بينما نحن ـ المسلمين ـ نقطع بأنهم يعبدون نبيا .. ( عيسى بن مريم ) ..!!!</span></div><div><font size="4"> </font></div><div><font size="4"><u>ثالثا </u>: توحيد الفكر الإنساني حول معنى وفكر " الدين " .. فلا معنى القول بتعدد الأديان على الرغم من صدورها من خالق واحد ـ لا متغير ـ لهذا الوجود . فمن المنطقي ؛ طالما وأن الله ( </font> <span style="font-size: large; ">سبحانه و تعالي</span> <font size="4"> ) واحد ولا متغير ، فلابد وأن يكون الدين ـ أيضا ـ واحد ولا متغير . فمن منظور الفكر الإسلامي أن الدين واحد في كل ما سبق من رسالات .. كما جاء في قوله تعالى ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ (43) </font></div><div style="text-align: left;"><font size="4">( القرآن المجيد : فصلت {41} : 43 )</font></div><div><font size="4">وكما جاء في قوله تعالى ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) </font></div><div style="text-align: left;"><font size="4">( القرآن المجيد : الشورى {42} : 13 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">أي هي رسالة واحدة .. وليست رسالات مختلفة . وبهذا المعنى تصبح الأديان السابقة على الإسلام هي صور أولى من الدين الإسلامي ولها نفس المعنى ولا خلاف في أصولها .. كما كان ينبغي أن يطلق عليها اسم " الدين الإسلامي " أيضا .. أي لا يهودية أو مسيحية نسبة إلى أشخاص أو أنبياء .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">ثم ننتقل ـ الآن ـ إلى المقاييس الخاصة بالحكم على صحة أو بطلان أي ديانة ، والتي تتمحور حول الإجابة على الأسئلة الثلاثة الأساسية التالية :</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">•<b><u>السؤال الأول </u></b>: هل يمكن الحكم على خطأ أو صواب ديانة ما .. بدراسة ذاتية محايدة بعيدة عن الدراسات المقارنة مع أي ديانات أخرى ؟</font></div><div><font style="font-size: large; "><u><b>والجواب</b></u></font><span style="font-size: large; "> : نعم .. بالقطع يمكن ذلك . أي أنه يمكن القيام بدراسة أي ديانة ( أو دين ) على حدة وباستقلالية تامة عن الديانات الأخرى لإقامة الدليل أو البرهان القاطع على صحتها أو خطئها بشكل قاطع ونهائي ، وذلك بدون الدخول في أي مقارنات مع الديانات الأخرى . وربما كان هذا واقعا ؛ نظرا لإطلاق معنى القضية الدينية وليس نسبيتها ، أي أن الحق في الدين هو " حق مطلق " وليس " حق نسبى أو حق مقارن " . ويمكن ، بعد تقديم هذه الدراسة التقييمية ، أن تعقد المقارنات الدينية في مرحلة لاحقة ، بعد تحديد صحة الديانة أو بطلانها ، كضرورة يقتضيها حال اعتقاد الإنسان فيما هو حق .. والإعراض عن ما هو باطل .</span></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">•<u><b>السؤال الثاني</b></u> : هل يمكن للديانة أن تصيغ " البرهان الذاتي " لها .. والذي يمكن استخدامه في البرهنة على صحتها ، بدون الحاجة إلى تحديد مرجعية مطلقة يمكن الاستناد إليها في هذا البرهان ..؟! </font></div><div><b style="font-size: large; "><u>والجواب</u></b><span style="font-size: large; "> : في الواقع .. يمكن ذلك ؛ فليس مُهما على الإطلاق تحديد " المرجعية المطلقة " التي يمكن أن تستخدم في البرهنة على صحة أو بطلان الديانة ؛ حيث يمكن للديانة ـ نفسها ـ اختيار ما تشاء من الأسس لتحديد المرجعية الذاتية الخاصة بها ( أي تحديد الفروض والمسلمات الأساسية التي تبنى عليها الديانة أسس الاعتقاد في صحتها ) ، ثم تقوم الديانة نفسها بإعطاء الدليل أو البرهان المادي والكافي في صورة تجارب معملية أو كونية دالة على صحة هذه الفروض أو المسلمات المفروضة . وإقامة الدليل المادي ـ هنا ـ ليس ترفا فكريا ، بل هو شرط ضروري ولازم لصحة الديانة ، ويمكن أن يصبح كافيا أيضا .. خصوصا إذا كان مدعما بتجارب معملية أو قياسات كونية كافية . وفى هذه الحالة ـ وبعد إقامة البرهان على صحة هذه المرجعية ـ يمكن قبول هذه الفروض والمسلمات على أنها حقائق ثابتة ومدعمة بالتجارب الكافية ، ليتم استخدامها ـ فيما بعد ـ في شرح معنى النظام الديني .. واستخراج الحقائق الخاصة بمعنى الوجود والقصد من وراء الغايات إن وجدت . وهنا تكون الديانة قد أقامت " البرهان الذاتي " على صحتها ، وصحة ما جاءت به من فروض ومسلمات دينية .</span></div><div><span style="font-size: large; "><br></span></div><div><span style="font-size: large; ">•</span><b style="font-size: large; "><u>السؤال الثالث</u></b><span style="font-size: large; "> : هل يمكن صياغة بنود لـ " البرهان العام " أو " البرهان المطلق " للدلالة على صحة أية ديانة بتحديد مرجعية مطلقة ـ صالحة للاستخدام لكل الأديان ـ يمكن أن يستند إليها الفكر الإنساني ويستخدمها في البرهنة على صحة أية ديانة أو بطلانها ..؟! </span></div><div><b style="font-size: large; "><u>الجواب </u></b><span style="font-size: large; ">: نعم بالقطع ..!!! فيمكن تحديد هذه " المرجعية المطلقة " ( أي تحديد الفروض والمسلمات الأساسية ) منذ البداية وبشكل مستقل عن الديانة ذاتها ، بغض النظر عن طبيعة الديانة الخاضعة للدراسة . وفى هذه الحالة يصبح البرهان الديني هو " برهان عام " ، لا يتوقف على مضامين الديانة ذاتها ، حيث لا تقدم الديانة ـ في هذه الحالة ـ هذه المرجعية . وهنا تصبح الدراسة نوعا من دراسة التناظر بين فروض ومسلمات ومضامين الديانة المعنية بالدراسة وبين " المرجعية المطلقة " المفروضة والتي تم تحديدها سلفا .. ومدى تحقيق الديانة لبنود هذه المرجعية المطلقة . أو بمعنى آخر ، تصبح الدراسة نوعا من تحقيق الدين لشروط هذه " المرجعية المطلقة " التي سبق تحديدها من قبل .</span></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">وبديهي يمكن ـ بسهولة ـ تحديد مثل هذه " المرجعية المطلقة " بما يتفق والمنطق البشرى المعتاد والفطرة السوية ، فلا غموض ولا لبس ، ولا بعد عن الواقع أو الفكر أو المنطق العلمي عند تناولنا للقضية الدينية ( حيث أن المنطق الإنساني هو عين المنطق الإلهي لأن الأخير هو مصدره ) . ويمكن تقسيم هذه " المرجعية المطلقة " إلى ثلاثة أقسام رئيسية :</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><b>القسم الأول : ويختص بمعطيات النص الديني وطبيعته ، وينبغي أن يحوى الآتي :</b></font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">• لابد وأن تحتل المعطيات الدينية الحيز العقلي لدى الإنسان .</font></div><div><font size="4">• عدم تناقض المعطيات الدينية مع مفردات وموجودات العلم الحديث ونتائجه .</font></div><div><font size="4">• ألا يكون هناك تناقض ذاتي بين المضامين الدينية مع بعضها البعض ، فالتناقض الذاتي يكفى بأن يقضى على ـ أو يهدم ـ أي نظرية علمية مهما كانت صحة النتائج الجزئية التي تؤدى إليها هذه النظرية .</font></div><div><font size="4">• أن تتسم معطيات الدين بتوسيع مدارك الإنسان ، مع إعطاء المعنى الكافي عن معنى وجود الإنسان ، والغايات من خلقه ، ومنتهى مصيره ، كل هـذا ببراهين كافية وقاطعة .</font></div><div><font size="4">• ألا يتناقض النص الديني مع قانون الفطرة الأخلاقي لدى الإنسان .</font></div><div><font size="4">• أن يقدم الدين أسلوب البرهان المادي الخاص به ، والذي يؤكد صحة ما يأتي به من مضامين ومسلمات .</font></div><div><font size="4">• أن يتحرك النص الديني ( صياغة ومعنى ) مع التقدم الحضاري للإنسان ، وإلا أصبح الدين " منتج ثقافي " ، أي مرتبط بالبيئة المحيطة المحلية وثقافتها وقت التنزيل . فثبوت معنى النص الديني وقصوره على المفهوم الماضي وقت التنزيل ، إنما يعنى ـ فيما يعنى ـ أن الخالق ( وهو مصدر الدين ) لم يأخذ في الاعتبار التطور العلمي والحضاري الذي سوف يلحقه " هو " أو يجريه على الإنسان مخلوقه على مدار حضاراته المحتملة والمتوقعة ، وهو مـا يعنى التناقض مع فكر العلم والإحاطة والكمال الإلهي .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><b><u>القسم الثاني : ويختص بالفكر الإلهي وطبيعته :</u></b></font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">•<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>لابد أن يتصف الإله ـ في الديانة ـ بالكمالات المطلقة ، مع تحديدها بدقة كافية ، فلا مكان لإله يتصف بصفات إنسانية متدنية ، أو بصفات وثنية أسطورية ، كما لا يقبل أن يكون الإله شكلا من أشكال مخلوقاته .. بالذات الحيوانات ..!!!</font></div><div><font size="4">•يجب أن تتعالى وتتناهى حكمة ـ الإله ـ فوق الحكمة البشرية بل وتحويها . فلا مكان ـ في ديانة ما ـ لإله أحمق ، أو إله متسرع ، أو إله لا يدرى ماذا يفعل ..!!!</font></div><div><font size="4">•أن يحدد الإله ـ بدقة ووضوح ـ غاياته من خلق هذا الوجود ، ومنها خلق الإنسان على وجه الخصوص . كما عليه تحديد " ماهية الإنسان " ، ومكانه ومصيره في بانوراما الوجود .. وعليه أن يقدم البرهان اللازم والكافي على كل ما يقدمه .</font></div><div><font size="4">•<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>أن يكون الإله هو مصدر الدين ، وليس الدين هو مصدر الإله . أو بمعنى آخر ؛ يجب أن تكون بصمات الإله واضحة الدلالة على النص الديني ( صياغة ومعنى ) .. وليس بصمات الإنسان . كما يجب أن يبين الإله ـ من خلال النص الديني ـ علاقته بالديانات الأخرى .. فلا معنى لدين مستقل عن واقع يحياه الإنسان ، في ظلال من التخبط وعدم وضوح الرؤية العقلية والدينية .</font></div><div><font size="4">•<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>لابد وأن يبرهن " الإله الخالق " على وجوده وعلى فطريته في النفس البشرية بشكل قاطع . ولا تجاوز ـ هنا ـ في النص .. فالمنطق .. هو منطق " الخالق " حتى وإن أجراه على لسان البشر ، لأنه ـ هو ـ مصدره .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><b><u>القسم الثالث : ويختص بفكر البلاغ والرسل :</u></b></font></div><div><span style="font-size: large; ">•</span><span style="font-size: large; ">أن يقوم الدين بتحديد وتعريف كيفية اتصال الخالق بمخلوقاته .</span></div><div><font size="4">•أن يبين الدين ـ وهو المتوقع ـ أن الاختيار الإلهي للأنبياء والرسل لا يتم عشوائيا ، بل هو اختيار له قوانينه وقواعده الصارمة .</font></div><div><font size="4">•أن يبين الدين أن الأنبياء والرسل هم الصفوة والقدوة البشرية للتبليغ عن الإله فيما يبغيه من مخلوقاته ، والغايات من خلقها . فالأنبياء والرسل هم النماذج الأولى في تطبيق المنهاج والشرع الإلهي ، لذا لابد وأن تكون صفاتهم هي " الذروة في الكمال الإنساني المحدود " ، حيث أنهم يمثلون القدوة البشرية للبشرية ، وذلك بمفهوم أرقى كثيرا عن مفهوم أبطال الشعوب .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">وربما كانت هذه البنود السابقة ، هي الخطوط العريضة التي يمكن أن تحكم صحة أو خطأ الديانة المعنية بالدراسة .. ويعرف البرهان الذي يتم باستخدام هذا الأسلوب المقارن باسم " البرهان العام " . ومن الأمور البديهية كناتج طبيعي من استخدام البرهان العام أنه لا مكان لديانة نصوصها لا عقل فيها . ولا مكان لديانة يكون " الإله " في نصوصها بلا كمالات ، أو على صورة حيوان ، أو مسخ أحمق .. تتعالى عليه مخلوقاته البشرية حكمة وذكاء وبلا حدود . وبديهي أيضا ؛ لا مكان لديانة تخبرنا نصوصها أن أنبياءها زناة وقتلة وسفاحين وخونة ..!!! ولا مكان لديانة تطفح نصوصها بفواحش الأخلاق في أحط صورها ، وأقذر معانيها [10] ..!!! ولا مكان لديانة لا تعطينا من البراهين الواضحة والكافية للحكم على صحة ما جاء بها ..!!!</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> وبتطبيق مثل هذا البرهان على الديانات المطروحة على الساحة البشرية .. يجد أن جميعها تفشل فشلا ذريعا في تحقيق أي بند من البنود السابقة .. وهو ما يعني خروجهم من دائرة الحقيقة المطلقة بجدارة وعلى وجه مطلق ..!!!</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> وننتهي من هذا البحث ؛ أن قضية التحول في النموذج الديني ـ على نحو مطلق ـ هي قضية مرتبطة بطبيعة خلق الإنسان والحكمة وجوده في هذه الحياة الدنيا [11] . ولا يرجع أهمية التحول في النموذج الديني .. إلى تنبيه البشرية إلى واقع وجودها ومصيرها فحسب .. وتحقيق الغايات من خلقها لنيل الخلاص المأمول فحسب .. بل يرجع أهمية هذا التحول أيضا إلى كونه المدخل الوحيد لتحقيق السلام على الأرض . فلا معنى لتحقيق السلام بدون وضع المرجعيات المطلقة لمعاني : الدين / الغايات من الخلق / الحق / العدل / الخير / مكارم الأخلاق .. إلى آخره .. بحيث لا تحتمل تأويل هذه المعاني بغير معانيها الحقيقية بعيدة عن هوى النفس البشرية .. وخصوصا ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> .. إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ (53) </font></div><div style="text-align: left; "><font size="4">( القرآن المجيد : يوسف {12} : 53 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">فالواقع ؛ لا معنى لأن يتكلم الإنسان عن السلام ما لم يتنبه إلى حقيقة وجوده .. وحقيقة الغايات من خلقه .. وحقيقة العدل .. وحقيقة الحق .. وحقيقة الخير .. وحقيقة الشر .. إلى آخره . وهو ما ينطوي على تخليص العالم بأسره من شرور النفس البشرية .. وشرور الفكر البدائي المسيطر على العقائد الدينية كما في الديانات الوثنية الأخرى .. متمثلا هذا في دموية النصوص في علاقة الإنسان بأخيه الإنسان ..!!!</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> وهكذا ؛ يمثل هذا البحث ـ كما تمثل سلسلة كتب الكاتب ـ المحاولة المبذولة لمد يد العون لإنقاذ هذا الكم الهائل من البشرية من مصير حتمي هي متردية فيه ـ في الوقت الحاضر ـ بتبصيرها بواقع وجودها ومصيرها والغايات من خلقها .. وذلك بما تفرضه علينا الأخوة الإنسانية من جانب .. وتحقيقا لقوله تعالى ـ من جانب آخر ـ " في جَعْلنا " .. وأكرر : " في جَعْلنا " حيث لا فضل لنا في هذا " الجعل " فالفضل يرجع إلى الله وحده ( </font> <span style="font-size: large; ">سبحانه و تعالي</span> <font size="4"> ) في اختياره لنا لكي نكون " الأمة الشهيدة " على الناس .. كما جاء في قوله تعالى ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا .. (143) </font></div><div style="text-align: left; "><font size="4">( القرآن المجيد : البقرة {2} : 143 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">وهو اختيار مشروط بالإيمان والدعوة إلى مكارم الأخلاق .. كما جاء في قوله تعالى ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ .. (110) </font></div><div style="text-align: left; "><font size="4">( القرآن المجيد : آل عمران {3} : 110 )</font></div><div><font size="4">وذلك تحقيقا لعدله المطلق ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> .. وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) </font></div><div style="text-align: left; "><font size="4">( القرآن المجيد : الإسراء {17} : 15 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> وبديهي سوف يترتب على هذه المعاني السابقة .. التحول في طريقة عرض الإسلام في الغرب .. أو بمعنى آخر التجديد في الخطاب الديني ( الإسلامي ) . وبديهي ؛ لا يعني هذا المفهوم التبشير بالدين الإسلامي بالمعنى السياسي . بل تعني الدعوة بالدين الإسلامي بتبصير الإنسان بمعنى وجوده ومصيره والغايات من خلقه .. وتتمثل هذه الدعوة في توصيل البلاغ الإلهي الأخير ـ العهد الحديث [13] ـ الصادر عن المولى (</font><span style="font-size: large; ">سبحانه و تعالي</span><font size="4">) للبشرية لتعريفهم به ( كمالات وفعل ) وتعريفهم بالغايات من خلقهم ( الإيمان المبني على العقل ) .. وحتمية تحقيقهم لهذه الغايات ( العمل بالشريعة [14] ) حتى يمكنهم الفوز بالخلاص المأمول ونيل السعادة الأبدية المنشودة . وبهذا ينتهي الإسلام إلى الارتقاء بالمسئولية الإنسانية حتى تنتهي إلى الفرد نفسه من بعد علم ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> .. لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) </font></div><div style="text-align: left; "><font size="4">( القرآن المجيد : الأنفال {8} : 42 )</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> وبأن الفـرد ـ في النهاية ـ هو من يملك ناصية مقدراته .. وهو القادر الوحيد على تحديد موقفه ومصيره في بانوراما الوجود ..</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"> والله ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم .. وهو الموفق والمستعان ..</font></div><div><span style="font-size: large; ">************</span></div><div><span style="font-size: large; "><u>هوامش المقالة :</u></span></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">[1] <u> " نيقولاس كوبرنيكوس : Nicolaus Copernicus " ( 1473 - 1543)</u> : عالم فلك بولندي . يعتبر أحد علماء الفلك القلائل الذين تركوا أعظم الأثر في الحركتين العلمية والفلسفية طوال قرون متعددة . وهو أول من قال ـ بشكل علمي ـ بأن الأرض وسائر الكواكب السيارة تدور حول الشمس وحول نفسها ، وبذلك قلب معطيات علم الفلك القديم رأسا على عقب .. وهي التي كانت تقول بأن الأرض هي مركز الكون الثابت . وتعرف نظريته باسم : " النظام الكوبرنيكي " ، وقد حاربت الكنيسة الكاثوليكية هذه النظرية بعنف بوصفها مخالفة لنصوص " الكتاب المقدس " . ولم تستقر هذه النظرية إلا مع اكتشاف نيوتن ( 1642 – 1727 ) لقانون الجذب العام حوالي سنة 1686 . أي أن الاقتناع بفكرة كوبرنيكوس قد استغرقت حوالي مائة وخمسين عاما حتى استقرت في نفوس الناس . </font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">[2] <u>" هرمان منكاوسكي : Hermann Minkowski " ( 1864 ـ 1909 )</u> : عالم رياضي ولد في روسيا .. ثم انتقل بعد ذلك إلى ألمانيا ودرس في جامعاتها . حيث بين في بحثه المنشور عام 1908 ( وهو البحث الذي ظل حبيسا في أدراج آينشتاين ـ والذي أرسله إليه الناشر لمراجعته ـ لمدة أكثر من ثلاث سنوات قبل أن يعطي موافقته عليه بالنشر ..!!! ) بأن رؤيتنا للفضاء ذي الثلاث أبعاد .. وللزمن .. لا تعدو عن رؤيتنا لظلال عالم واحد .. رباعي الأبعاد . أي أن منكاوسكي هو الذي أضاف " الزمن " كبعد رابع للأبعاد الفضائية الثلاثة ( الطول والعرض والارتفاع ) وليس آينشتاين . كما اكتشف منكاوسكي " كونية الفترة رباعية الأبعاد " واستقلالها عن نظام الإسناد . ولم يتنبه آينشتاين في بادئ الأمر إلى فكر منكاوسكي ، واعتبره مجرد نوع من التفسير الرياضي للعالم الفيزيائي الذي نحيا فيه .. ولا يمثل الحقيقة . ثم حدث ـ بعد ذلك ـ تحول كبير في فكر آينشتاين وتبنى وجهة نظر منكاوسكي ( التي تنسب إلي آينشتاين ـ في الوقت الحاضر ـ بطريق الخطأ ) عندما قام بتعميم النظرية النسبية الخاصة .. إلى النظرية النسبية العامة ( وهي نظرية في الجاذبية ) . والمعروف أن مكتشف المعادلات الرياضية الأساسية الخاصة بـ " النظرية النسبية الخاصة " هو العالم الهولندي " هـ . أ. لورانتز " ( 1853 - 1928 ) .. والتي تعرف باسم " تحويلات لورانتز " .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><u>[3] أنظر مرجعي الكاتب السابقين : " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " / و / " الإنسان والدين .. ولهذا هم يرفضون الحوار " . مكتبة وهبة .</u></font></div><div><span style="font-size: large; "><br></span></div><div><span style="font-size: large; ">[4] <u> العبثية ( Absurdism )</u> : هي الفلسفة التي تقول بأن الإنسان موجود فى عالم لا عقلاني وخالي من المعاني . ثم جاء " ألبير كامي : Albert Camus " ( 1913 – 1960 ) لتطوير الفلسفة الوجودية بإدخال هذا المعنى فيها وأسماها باسم " وجودية العبث واللامعقول " . واعتبر كامي .. " سيزيف : Sisyphus " رمزا للجنس البشرى . وسيزيف هذا حسب الأسطورة اليونانية القديمة ، هو مؤسس مينة ( كورنثه ) ، وهو شخص دنيء وبخيل وغادر وماكر … وسيء السمعة ، حكمت عليه الآلهة بالذهاب إلى الجحيم ، لكنه استطاع أن يخدع " هاديس : Hades " إله العالم الآخر ويهرب منه . فحكمت عليه الآلهة بأن يقضى أيامه يدحرج أمامه حجرا ويصعد به إلى قمة الجبل حتى إذا ما اقترب من القمة أفلت منه الحجر واندفع هابطا إلى السفح ، ويكون عليه أن يعاود الكرة من جديد ، وهكذا بلا انتهاء ..!!! وهكذا كان " كامي " يرى أن جهود الإنسانية لا معنى لها في هذا العالم العابث اللامعقول ، وهى جهود تشبه في معناها جهود سيزيف التي لا طائل من ورائها . أنظر كذلك الفلسفة الوجودية في : " الحقيقة المطلقة .. الله والدين والإنسان " ؛ لنفس المؤلف .</span></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><u>[5] تماما مثل ما نحن في أمس الحاجة إلى تحول في النموذج الإسرائيلي والذي يعني بـ :</u> " موضوع نشأة دولة إسرائيل وحقوقها التاريخية المزعومة في المنطقة العربية " . ويمثل مرجعي الكاتب السابقين : " البعد الديني في الصراع العربي الإسرائيلي " / و : " بنو إسرائيل .. من التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر " ( مكتبة وهبة ) .. المساهمة المتواضعة في فكر : " التحول في النموذج الإسرائيلي " . أنظر كذلك مرجع الكاتب : " الإسلام والغرب / المواجهة والحل " .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><u>[6] توجد قواعد صارمة يتم الالتزام بها عند الاستشهاد بنصوص الكتاب المقدس . أنظر مرجع الكاتب : " بنو إسرائيل من التاريخ القديم وحتى الوقت الحاضر " ص : 265 - 272. </u></font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><u>[7] أنظر المعاجم والموسوعات الغربية لمعنى لفظ الجلالة ( Allah )</u> . فعلى سبيل المثال يأتي هذا المعنى في قاموس الميراث الأمريكي : The American Heritage Dictionary " كالنحو التالي :</font></div><div style="text-align: left; "><font size="4">Allah : The supreme being in the Moslem religion. </font></div><div><span style="font-size: large; "><br></span></div><div><span style="font-size: large; ">[8] سبق وأن طالبت ـ مرارا ـ الكنيسة العربية برفع لفظ الجلالة " الله " سبحانه وتعالى .. من نصوص الكتاب المقدس المترجم إلى اللغة العربية ، خصوصا إنه لم يرد ذكر هذا اللفظ في لغات الكتاب المقدس الأصلية ( العبرانية ، والكلدانية ، واليونانية ) ؛ لما يصاحب هذا اللفظ من نصوص متدنية وأسطورية إلى حد بعيد . فعلى سبيل المثال نجد أن من ضمن صفات هذه الذات الإلهية ـ في الفكر المسيحي ـ الصفات التالية : [ الحيوان .. الأسد .. العجل .. وجه الإنسان .. النسر الطائر ] . وبديهي ؛ هي صفات وثنية لا تخطئها العين المجردة . للتفاصيل أنظر مرجع الكاتب السابق : " الإنسان والدين .. ولهذا هم يرفضون الحوار " ؛ مكتبة وهبة .</span></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4"><u>[9] " الإسلام في الألفية الثالثة / ديانة في صعود " ؛ د. مراد هوفمان . مكتبة الشروق . ص : 75 . </u></font></div><div><font size="4"><u>[10] أنظر : " الحقيقة المطلقة ... الله والدين والإنسان " ( الطبعة الأولى / الفصل الثالث : التجربة البشرية مع الديانتين ... اليهودية والمسيحية " ) . نفس مؤلف هذا الكتاب . مكتبة وهبة .</u></font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">[11] لابد لي أن أؤكد إلى أن أحد الأهداف الرئيسية لبحوث وتجارب مؤسسة الفضاء الأمريكية ( NASA ) هو الإجابة على السؤال الخاص بالحكمة من وجود الإنسان في هذا الكون . كما وإن علماء الفيزياء قاطبة يسعون إلى معرفة الغايات من الخلق فنجد آنشتين يقول : </font></div><div style="text-align: left; "><font size="4">•<span class="Apple-tab-span" style="white-space: pre; "> </span>"I want to know God's thoughts; the rest are details." </font></div><div><font size="4">كما يقول بذلك أيضا عالم الفيزياء المشهور " ستيفن هوكنج " الذي يعتقد بأن الوصول إلى اكتشاف النظرية العامة التي تؤدي إلى توحيد مجالات الطبيعة الخمسة ( المغناطيسية ـ الكهربية ـ الجاذبية العامة ـ المجال النووي الضعيف ـ المجال النووي القوي ) ربما تقود إلى معرفة الطريقة التي يفكر بها الله ، سبحانه وتعالى ، وبالتالي يمكن التكهن بسبب وجودنا في الكون . وبديهي لن تقود جميع الأبحاث العلمية إلى الإجابة عن هذه الأسئلة ، ولن تجد البشرية لها الإجابات النهائية إلا في الدين الإسلامي وببرهان علمي قاطع .</font></div><div><font size="4"><br></font></div><div><span style="font-size: large; ">[13] عن عمرو بن عاصم عن كعب .. عن رسول الله ( ) قال : [ عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ فَهْمُ الْعَقْلِ وَنُورُ الْحِكْمَةِ وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ وَأَحْدَثُ الْكُتُبِ بِالرَّحْمَنِ عَهْدًا ] سنن الدارمي .</span></div><div><font size="4"><br></font></div><div><font size="4">[14] وهي الشريعة التي لعن " بولس الرسول ( أو الحواري ) " كل من يعمل بها .. بل ولعن الإله نفسه ..!!! للتفاصيل أنظر مرجع الكاتب السابق : " الحوار الخفي / الدين الإسلامي في كليات اللاهوت " . مكتبة وهبة . أنظر أيضا سلسلة المقالات على موقع الكاتب : " بولس الرسول .. مؤسس المسيحية ( جزئين ) .</font></div><br class="Apple-interchange-newline">